حملة "لا تِفشيها" الرابعة .. ما الجديد؟

أطلقت المصارف السعودية بتاريخ 9 حزيران (يونيو) من العام الجاري، حملتها التوعوية الرابعة بعمليات الاحتيال المالي والمصرفي تحت عنوان: ''لا تفشيها''، والتي استهدفت كسابقاتها من حملات التوعية التي أطلقتها المصارف السعودية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، توعية عملاء المصارف وغيرهم من أفراد المجتمع بعمليات الاحتيال المالي والمصرفي وسبل الوقاية منها، وبالذات لدى استخدامهم للقنوات المصرفية الإلكترونية المختلفة والبطاقات المصرفية والبطاقات الائتمانية.
جدير بالذكر أن المصارف السعودية قبل أن تطلق حملة توعية جديدة، تُخضع الحملة السابقة عند انتهائها لعملية تقييم دقيقة للغاية، من خلال الاستعانة بشركة محلية أو دولية متخصصة في مجال تقييم حملات توعية مماثلة لحملة التوعية المصرفية المشار إليها أعلاه، وذلك بهدف التعرف على نقاط القوة ومواطن الضعف والاستفادة من ذلك في تعظيم نقاط القوة والتحسين من نقاط الضعف.
نتائج البحث الميداني النوعي والكمي، الذي أجرته المصارف السعودية لحملة التوعية التي نفذتها خلال العام الماضي بعنوان: ''لا تِفشيها'' والذي شمل عدداً كبيراً من مناطق ومدن المملكة، أظهر أن الحملة كانت جيدة ومؤثرة في إيصال رسائل التوعية لعملاء المصارف وغيرهم من أفراد المجتمع، كما أنها تمكنت من تغيير سلوك عملاء المصارف لدى استخدامهم للقنوات المصرفية الإلكترونية المختلفة، بما في ذلك البطاقات المصرفية والبطاقات الائتمانية، بالشكل والأسلوب الذي يكفل لهم المحافظة على بياناتهم البنكية ومعلوماتهم الشخصية، من أن تكون عرضة للسرقة أو للضياع أو لسوء الاستخدام من قبل الغير لا سمح الله.
لعل الجديد في هذه الحملة مقارنة بسابقاتها من الحملات، أنها عززت من الوسائل والأدوات المستخدمة في إيصال رسائل التوعية، لتتمكن من إيصال رسائل التوعية لأكبر عدد ممكن من عملاء المصارف وغيرهم من أفراد المجتمع، حيث إنه على سبيل المثال لا الحصر، وضمن إطار هذه الحملة أقامت المصارف السعودية مراكز معلومات متنقلة في عددٍ من المراكز والمجمعات التجارية الكبرى في المملكة، بهدف نشر التوعية بشكل أكبر وأوسع بين أفراد المجتمع السعودي، وبهدف التأكيد على أهمية المحافظة على سرية البيانات الشخصية والمصرفية، وترشيد تداولها وعدم التهاون في الكشف عنها تحت أي ظروف للمجهولين وللغرباء.
كما ركزت المصارف في هذه الحملة بناءً على نتائج استفتاء الرأي الذي أُجرى على عددٍ كبير جداً من أفراد المجتمع من الجنسين من خلال البحث الميداني المذكور، على استخدام المواقع الإلكترونية المشهورة والمعروفة، التي تتمتع بسمعة مرموقة على المستويين المحلي والدولي، إضافة إلى التركيز على وسائل الإعلام الجديد Social Media في إيصال رسائل التوعية للشباب من الجنسين. كما تم تصميم رسائل التوعية، التي تضمنتها الحملة بعناية فائقة، لتلبي احتياجات التوعية المصرفية لفئات مختلفة من المجتمع، حيث على سبيل المثال تم توجيه رسائل توعية مصرفية خاصة بفئة التجار من رجال الأعمال، وبفئة كبار السن، والسيدات، بما في ذلك توجيه رسائل توعية مصرفية عامة لكل أفراد المجتمع، حثتهم المصارف من خلالها على عدم التهاون في الكشف عن البيانات المصرفية، بما في ذلك الأرقام السرية للغير، وبالذات للمجهولين والغرباء.
لعل الجديد في هذه الحملة أيضاً، استخدامها لمشاهد تمثيلية تحاكي قصص احتيال واقعية، تَحكي كيف تعرض ضحاياها لشتى أنواع المصاعب والمتاعب، بمجرد كشفهم عن بياناتهم المصرفية ومعلوماتهم الشخصية لأفراد مجهولين وجهات غير نظامية ووهمية.
خلاصة القول، أن حملة التوعية المصرفية بعمليات الاحتيال المالي تحت عنوان'' ''لا تفشيها'' التي دشنتها المصارف السعودية أخيراً، قد اعتمدت على استخدام عدد كبير من الوسائل الإعلامية لبث رسائلها التوعوية من خلالها، والتي تنوعت بين الإعلانات الصحافية والإذاعية، واللقاءات المباشرة والندوات التلفزيونية، فضلا عن رسائل الجوال النصية SMS، والمواد الإعلامية، ومواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية، وذلك إلى جانب استخدام منافذ وقنوات المصارف السعودية المختلفة كشبكة الفروع ومواقعها الإلكترونية، وأجهزة الصراف الآلي، بهدف تعميم الفائدة والقضاء على عمليات الاحتيال المالي في المملكة بإذن الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي