قراءة الكف.. السحر والشعوذة
لقد وجهنا الدين الإسلامي الحنيف إلى الاعتدال في كل الأمور فمن يتأمل تعاليم الشريعة الإسلامية في حقيقتها يجد أنها أعطت الإنسان إرشادات كاملة لكافة سلوكيات الحياة بل وفي مواطن الآداب المختلفة للإنسان من طعام وشراب ونوم وتعامل مع البشر بل ومع الحيوانات ومع الكون من تأمل وتدبر في توظيف العقل البشري والتمعن في خلق الله - عز وجل - ومن يتمعن في خلق الله يجد فيه دلائل القدرة والإعجاز ومن هنا ينطلق الوازع الديني العقلاني المبني على الفكر ونحن في أمس الحاجة إلى الالتزام الشرعي الوسطي خاصة في زمن يخشى أن تختلط الأفكار والمعتقدات السلبية الدخيلة ولعل ما نراه أحيانا من ممارسات يقوم بها البعض أثناء السفر إلى الخارج من قراءة الكف والحظ وغيرها كلها أمور دخيلة ولكن البعض يتجاوز ويعد ذلك من باب التمدن والتطور والتسلية ولكن تلك التسلية تدخل فيما ينافى مع تعاليم الشريعة بل وقد يصل لدى البعض إلى الدخول في ميدان الشرك. أمور كثيرة لا يقف عندها الإنسان كثيرا ولكنها لا تنافي الشريعة فحسب بل تنافي التفكير والمنطق وتحريمها يأتي من باب السمو بالتفكير واحترام الشريعة عقل الإنسان وعدم ربط مصيره بتنبؤ شخص أو حدث أو حيوان واختبار الإيمان بقضاء الله وقدره فالإنسان ليس بحاجة إلى ذلك في ظل مفهوم التوحيد الحقيقي.
إن الإقدام على تلك السلوكيات لا يقتصر فقط على السفر ولكن قد يمارسها البعض خفية هنا في مجتمعنا وقد يصل الأمر إلى الشعوذة والسحر والتردد على من هم يعبثون بعقل الإنسان وماله ويتعرفون على هويته وظروفه وأسرته ويستغلونها في أمور سلبية تخصهم كانتحال الشخصية والسرقة وأمور سلبية أخرى.
أما من جانب آخر فقد يتناول الأمر موضوعات صحية فيعبث الفرد بصحته وهذا جانب آخر فتتردد بعض النساء على منازل لنساء أخريات يدعين علاج العقم والوصفات الشعبية وانطلاقا من هنا وفي كل الحالات السابقة نستطيع أن نقول إن الوعي من أهم العناصر التي يجب أن يكون عليها الفرد ابتداء من الوعي بأهمية الوازع الديني وأهمية الوعي بشكل عام في كل مجريات الحياة فيجب ألا يكون الفرد عرضة لكل من أراد أن يستغله لأن ذلك يعد نوعا من أنواع الاستهانة بتفكير الإنسان قبل كل شيء فالله - عز وجل - خلق للإنسان العقل ليستثمره في التفكير السليم وبناء عليه يسلك السلوك السليم.