موسم التغيير
كل حدث وموقف يمر بك ، يضيف لك خبرة،ويجعلك تتخذ قرارا جديدا إزاءه.
وكل شعور جديد نما في داخلك واكتسبته بحب وقبول يجعلك تنظر للأمور نظرة مختلفة ، وتتعامل مع الأحداث والمواقف والشخصيات تعاملا مختلفا.
وكما أسلفت كل حدث وكل موقف وكل شعور يمر بك فإنه يغيرك نحو الأفضل أو الأسوأ أو بالأحرى نحو ما تقرر أنت!!
ونحن نمر في هذه الأيام بشهر رمضان،والذي يعد من أكبر العوامل المغيرة لكثير من الناس. بالفعل طبيعة هذا الشهر بما فيه من روحانية عالية وصفاء عقلي وذهني كبير ، ومشاعرية هائلة وشاملة للجميع وخصال حميدة كالغمام متراكمة بعضها فوق بعض ، تُظهر أجمل ما عندنا،وتظهر أكثر ما تظهر في رمضان.
كل هذا يجعلنا نميل إلى التغيير في رمضان.
اتجاه بوصلة العطاء والحب يكون شمالا في رمضان ، نكون أرقى ما نكون كبشر في رمضان لأننا نحاول قدر إمكاننا الاتصال بخالقنا والاجتهاد في ذلك عبر التذلل والخضوع للمولى عز وجل.
وهذا الاتصال يخلق منا أناسا آخرين.
ألم أقل لكم بأن رمضان نقطة تحول لكثير من الناس ؛ وكل ما على هؤلاء هو المحافظة على اتجاه البوصلة وعلى تحديد مكان النقطة حتى لا يضيعوا مكان انطلاقتهم.
ومن هذا المنطلق فإنني أدعو كل شخص يمارس سلوكا سيئا ، او كل شخص يطمح بالقيام بإنجازات معينة أن يستغل شهر رمضان ليكون المحطة الأولى لبداية هذا التغيير ، فالنفس مطواعة في شهر رمضان أكثر من غيره من الشهور.
رمضان مدرسة نتعلم منها الكثير،ونغرس في أنفسنا أشجار مهارات كثيرة لتثمر لنا فكرا ومشاعرا وسلوكا راقيا.
رمضان هو موسم التغيير في حياتنا،وهو فصل اتخاذ القرارات كي نصبح أفضل.
رمضان فرصة لمحاسبة النفس من كل الجوانب ، شخصيا وأسريا واجتماعيا ودينيا وعمليا وكل فرد بهدوء يحاسب نفسه بغرض الاصلاح والتقويم ، دون لوم من أحد أو تقريع أو شماتة.
روعة رمضان تكمن في أنه يعيد ترتيب نفوسنا،ويضبط توازننا الشخصي والأسري والاجتماعي ، ويساعدنا في تحديد أولوياتنا.
شهر رمضان شهر مفصلي في حياة كل شخص مؤمن ولماح وطموح.
أدعوكم وأدعو نفسي لاستغلاله والنهل من نفحاته وبركاته.
أخي القارئ ، أختي القارئة ؛ كن مبادرا وقد حياتك بنفسك واتخذ قرار التغيير للأفضل الآن.