العولمة في الخطوط والمطارات

ظهرت كلمة العولمة كمصطلح لغوي لأول مرة في ثلاثينيات القرن الماضي كتعريف لمبادرة أكاديمية تهدف للاطلاع على خبرة الشعوب حول العالم في سياسة التعليم. ومنذ ذلك التاريخ تطورت العولمة لتكون (تواصل وتفاعل كل سكان كوكب الأرض بعضهم مع بعض في كل مناحي الحياة). في أواخر الثمانينيات أطلق نائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور الإنترنت للعامة بعد أن كانت حكرا على وزارة الدفاع الأمريكية، وأخذت العولمة من خلال الإنترنت ثورة غير مسبوقة في بداية التسعينيات. ثم بدأ عهد الاتصالات المحمولة باليد التي تطورت بفضل تطور تقنية الإلكترونيات والبرمجيات ووصولها لحالة متسارعة التطور كما نعيشها اليوم. كما أن محطات التلفزيون الفضائية حملت العولمة بتفاصيل أكثر، خاصة الاقتصادية والثقافية، وساهمت في تعرف الشعب الكوبي مثلا لحياة الرخاء التي تعيشها دول أقل منهم موارد وقدرات كدبي مثلا رغم حاجز الجغرافيا. نحن في المملكة نصنف من الدول الأكثر خوفا والأكثر تأثرا بالعولمة لأسباب يعرفها الجميع، وهي الأسباب التي جعلتنا نتريث ونتأخر كثيرا عند إدخال وسائل الاتصال الحديثة كالهاتف الجوال وأطباق الاستقبال الفضائي. إيجابيات العولمة أكثر بكثير من سلبياتها، خاصة تلك التي تكشف قصور الدول والشعوب في تحقيق معدلات مرضية من التنمية والرخاء مقارنة بما يجري لدى الآخرين. نحن في المملكة نعاني تأخر بعض مشاريع التنمية مقارنة بمن سبقناهم، وعطفا على مواردنا المالية والبشرية كالنقل الجوي، خاصة الخطوط والمطارات. أحدثت العولمة صدمات ارتدادية من التذمر لدى المواطن السعودي وهو يرى الحالة التي وصلت إليها حال النقل الجوي الداخلي وظهر له جليا – على سبيل المثال – أن تعليق سوء خدمة الخطوط على شماعات من الأعذار ليست صحيحة في كثير من الأحيان، كتدني سعر التذاكر الداخلية. إنترنت العولمة مكنت المواطن السعودي من مقارنة وتحليل الأسعار للمئات من الناقلات الجوية حول العالم التي كلها لا تتمع ولو بعشر دعم وقود الطائرات التي تتمتع به الخطوط السعودية. العولمة أيضا أكسبت الشعب السعودي قدرة على تقييم واقع مطاراتنا التي تتدنى فيها الجودة بكل أركانها من تعطل التكييف، الازدحام غير المبرر، تأخر الإجراءات، تدني نظافة المرافق ... إلخ، رغم أن الكثير من تلك المطارات مكتملة البنى التحتية كمطاري الرياض والدمام ولم يصلا إلى طاقتهما القصوى بعد فكيف لو وصلا؟ العولمة ستزيد من قبضتها علينا في المرحلة القادمة مقرونة بطبيعة الشعب السعودي الذي يتميز بأنه من أكثر الشعوب العربية تعاملا معها وتأثرا بها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي