عدنا للدراسة... والعود أحمد

هل شاهدتم طفلا يفرح باقتراب موعد الدراسة؟
كم طفلا يحب الدراسة والمدرسة؟ واحد، عشرة، مئة، ألف ؟!
الأكيد أن معظم الأطفال والطلاب لا يرحبون بعودة الدراسة، والأكيد أيضا أن معظم الكبار سواء رجال أو نساء لا يرحبون بعودة الدراسة أو بعودتهم للعمل بعد الاجازة؟!
هي ثقافة مجتمع! فالبعض منا اعتاد على أن لا يلتزم بالوقت؛ والدوام يحتم علينا الالتزام بالوقت. اعتدنا على عدم تحمل المسؤولية؛ والدوام يحتم علينا تحمل المسؤولية. اعتدنا على الفوضى ؛ والدوام يحتم علينا النظام والترتيب.
وأطفالنا ليسوا بمنأى عن التأثر بهذا السلوك!
أعلم بأن هناك أسبابا أخرى لعدم حب الطلاب للدراسة وللمدارس.
من الإنصاف أن نقول بأن الدراسة أو التعليم بكل ما تحتويه هذه الكلمة من(مدارس،مدرسين،مقررات،...الخ) لا تشكل بيئة جاذبة للطلاب.
وللأسف لا يوجد أثر لعمل المختصين التربويين؛ كإعداد مناهج مناسبة لكل مرحلة، وأنشطة تدعم هذه المناهج وتُحي المواهب وتشحن الطاقات وتفرغها للمصلحة العامة،لا نجد في أنظمة التعليم لدينا ما يساعد على تشكيل شخصية قوية للطالب محبة للخير والعطاء والسلام، كما لا يوجد مدارس مهيئة لاحتضان الطلاب بحب وسلام واحترام لآدميتهم!
والركيزة الأهم (المعلمون) لا يوجد إشراف ومتابعة لأداء المعلمين يهدف إلى تطويرهم، ولا يوجد نظام وصلاحية فعلية لمدراء المدارس بل ومدراء مكاتب التربية والتعليم بمحاسبة بعض المعلمين على تدني مستواهم، وسوء تعاملهم مع الجميع.
أيضا لا توجد جهة مهمتها التطوير والإبداع في العملية التعليمية، وإن وُجدت فلم نرَ لعملها أثرا!
نحن بلا شك نحتاج للإصلاح والتغيير، وأولى الخطوات لذلك-حسب وجهة نظري- الخروج من عباءة التقليد والروتين والجمود، والبحث بصدق وإخلاص عن كل ما من شأنه تطوير الطالب علميا ومهاريا وسلوكيا وأدبيا ونفسيا.
كما يجب احترام أي فكرة وأي برنامج وأي مشروع يهدف إلى رفع مستوى العملية التعليمية وترغيب الطلاب بالعلم وبالمدارس. يجب الاهتمام بالبشر والحجر، بالمباني والتجهيزات، بالمعلمين والطلاب وأولياء الأمور كذلك.
إذا نظر المسؤولون للتعليم بأنه نواة لكل الحياة فإنهم سيبادرون إلى البحث الجاد عن الجودة، وعن توفير الوسائل المعينة لتحقيق أفضل النتائج.
أملك كغيري عدة أسئلة؛ لا أتوقف مرارا وتكرارا من طرحها!
كيف يبدع المعلم وهو لم يعط أبسط حقوقه من الرعاية الصحية الشاملة؟
كيف يبدع وهو لا يشعر باحترام المسؤولين والمجتمع له؟
كيف يبدع وهو لم يؤخذ رأيه بالمقررات التي يقوم بتدريسها للطلاب؟
كيف يبدع وهو يرى بأن الفرص غير متساوية بينه وبين الآخرين؟
نأتي للطلاب، فسأورد هنا أسئلة طالما فكرت بها.
كيف يحب الطالب المدرسة، وهو يشعر بعدم الحرية والاحتواء؟
كيف يبتهج ولا يوجد في مدرسته وسائل ترفيه راقية؟
كيف يشعر بآدميته والمقصف ودورات المياه في مدرسته لا تراعي هذه الآدمية؟
كيف يشعر بالكرامة والثقة وهو لا يُسمح له بالتعبير أو الحوار مع المعلم أو المدير أو أي مسؤول؟
والسؤال العريض؛ هل المسؤولون حريصون على المصلحة العامة أم على مصلحتهم الخاصة؟
والسؤال الخفي؛ هل يصل صوتنا، وهل يعلم الوزير ووكلاء الوزارة ومدراء التعليم بأن الاهتمام بأركان العملية التعليمية وتطويرها أهم من توجيه الجهود لأنشطة محدودة الفائدة تستهدف الإعلام (مؤتمرات وندوات واحتفالات وكشافة وفروسية ومعارض و...)
أتمنى للجميع عاما سعيدا مليئا بالعطاء والفائدة والمتعة والإنجاز

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي