هل يُعقل أن نفكر في الدجاج واللحم الان !!

يقول الدكتور محمد فؤاد منصور : أذا الشعب يوما أراد اللحوم .. فلابد أن يستجيب البقر .. ولابد للبط أن يختفي .. ولابد للوز أن ينتحر.. فقدنا الفراخ وكل الطيور.. ولم يبق إلا حديث الهبر .. وقالوا ده سعر اللحوم كبير.. يضر المرتب كل الضرر.. وان الدراهم لا تشتريه.. فسعر اللحوم كسعر الدرر.. فقلت وليس أمامي سبيل .. سآخذ مع اللحم بعض الصور.

صاحب هذه الأبيات هو الدكتور محمد منصور - مصري الجنسية - وقد كتبت هذه الأبيات الهزلية في الطرح الحزينة في المضمون بسبب غلاء سعر "كيلو اللحمه" في ذلك الزمان, وبما أننا في السعودية نعاني من هذه المشكلة في الوقت الراهن فترقبوا قصائد شوق وحنين في اللحم الذي أصبح حلماً للكثير, ولكن بالنسخة السعودية بسبب ارتفاع أسعاره التي لا تقدر عليها الطبقة الوسطى .

نحن في السعودية نعيش الان فترة رغد مالي بسبب ارتفاع سعر البترول عالمياً ,وبما أن المملكة من أكبر الدول المنتجة للنفط فهي بالتأكيد المستفيد الأول والأكبر من ذلك ,ومن المنطق أن تنعكس هذه الفائدة على ارض الواقع, لذلك القيادة العليا في السعودية تنفق بسخاء منقطع المثيل تاريخياً على المشاريع التنموية والبنية التحتية لها, التي من المفترض أن توفر حياة كريمة للمواطن ,وتحول المملكة من دولة تعتمد على النفط كمصدر أساسي لدخلها إلى دولة متنوعة مصادر الدخل, وبالتالي تُخلق عدد كبير من الوظائف, وتنتهي مشكلة البطالة, ويكون هنالك عجز في شغل هذه الوظائف وليس العكس كما يحدث ىلان.

من المعيب في الوقت الراهن أن تكون هموم المواطن في الوقت الحالي تنحصر ما بين سعر كرتون الطماطم اليوم وكيلو اللحمة غداً وطبق البيض بعد غد, وهذا التفكير المحصور في الأكل فقط لا علاقة للمواطن به, فهو يسعى لتوفير احتياجاته الأساسية ويواجه ارتفاعاتها السعرية لوحده, لذلك لا نتوقع ولا حتى نفكر أن نرى المواطن يعمل بجهد أو يبتكر أو يبدع في احد المجالات وهو مشغول الفكر بانتظار تاريخ 25 من الشهر انتظاراً لنزول "المعاش" الشهري الذي أصبح ينتهي قبل أن يكون في رصيده بسبب ارتفاع الأسعار المتتالية في جميع النواحي.

إذا كان المواطن يعاني من ارتفاع أسعار اللحوم أو البيض في هذه الفترة الاقتصادية الذهبية فمتى سوف ينعم بالرخاء والنعيم, هل عندما ينخفض سعر البترول إلى 10 أو 15 دولار ,منطقياً واقتصادياً وعلمياً يجب أن المواطن السعودي في هذا الوقت يعيش في ظروف لا تشغله باله أسعار المواد الغذائية أو يفكر في مقاطعة للدواجن أو غيرها من الأساسية. هنالك تقصير إداري وتلاعب مالي يسيطر على أهم الأمور الحياتية التي يجب أن تتوفر للمواطن في السعودية ,والتي من أهمها الرعاية الصحية ,التعليم ,الغذاء والمسكن التوظيف.

هذا التقصير والخلل في الخدمات الأساسية لا أجد له مبرر في الوقت الحالي سوى سوء التنظيم والتخطيط المستقبلي من قبل بعض المسئولين,بالإضافة للفساد المالي والتقصير في تنفيذ المشاريع التي حرصت القيادة العليا في الدولة على إنشائها وتنفيذها في أسرع وقت.

الفساد داء أن لم يقضى عليه قضى على الوطن وأبنائها ,فالقيادة والمواطنين يعانون من هذا الفساد وهم بالتأكيد المتضررين أولاً منه ,لذلك قيادتنا الرشيدة تسعى لمكافحته من خلال الجهات الرسمية التي أنشت حديثاً مثل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ,والمواطن يسعى كذلك من خلال تقديم ما يراه من فساد يحدث في حقه أو تقصير يراه أمامه في حق الآخرين.

همسة : دمت يا وطن سالماً أبداً من أيادي المقصرين والمفسدين والمغرضين .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي