ذوي الاحتياجات الخاصة والمجتمع

شاء الله سبحانه وتعالى أن يبتلى فلان من الناس في بدنه بأمر من أمور الدنيا،والتي لسنا بمعزل عنها حين نذكرها كأصحاء. وهنا نتحدث إما عن قصور أو فقد عضو من الجسد،أو اعتلال في حاسة من الحواس. وهذا يشكل بعض العوائق التي (قد) تحد من عملية التعلم والعمل.

ومن خلال دراستي وعملي في مجالات التربية الخاصة،استشعرت أن أكبر عائق لذوي الاحتياجات الخاصة،يتمثل في المجتمع المحيط بهم. وذلك من خلال طريقة النظرة وأساليب التعامل التي تمارس تجاههم.

ذوي الاحتياجات الخاصة ليسو بحاجة إلى نظرات العطف أو الاستغراب،التي يحرقهم بها أحد العابرين،وكأنه يرى مخلوقا من كوكب آخر.فلا يحبذ إطالة النظر والتحديق باستغراب، فهذا منظر مخجل ينبئ عن تطفل وسذاجة.وإن ممارسة مثل هذا العمل تعد من العادات السيئة التي لا يقبلها أحدنا على نفسه،فكيف نقبلها على الآخرين. ولتكن النظرة مجرد لمح سريع مصحوب بالاحترام وابتسامة حثنا عليها نبينا عليه الصلاة والسلام في سنته،وهذا هو تعامل الإنسان مع الإنسان،ولتكن النظرة في حدودها الطبيعية.

ومن المعضلات التي تتواصل بها معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة،ما نسميه بالاهتمام الزائد.ومثل هذا التصرف يعود سلباً أضعاف ما يمكن أن ينتجه إيجاباً. ويكفينا عذرا في هذه النقطة أن عملية الاهتمام الزائد لن تزيد ذوي الاحتياجات الخاصة إلا احتياجات أكثر مما لديهم،وهذا يتنافى مع الأهداف العامة لعمليات التربية والتعليم والتأهيل،التي تهدف للحد والتقليل من الاحتياجات.

ومنتهى الكلام لهذا الحديث، أن ذوي الاحتياجات الخاصة ليسو بحاجة لنظر عطف أو اهتمام مبالغ فيه. كل ما هنالك أنهم يرغبون خوض غمار الحياة بذات الحقوق والواجبات المكفولة لغيرهم من عامة الناس. فهل نمنحهم ذلك؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي