القراءة حياة
يا أمتي لا تجعلوا الأمم تتفوق علينا برصيد العلم والثقافة والمعرفة وإن لم نعلن التحدي فعلاً من الآن سنكون في درجة سُفلى, بتلك الثلاثة نتقدم ونبني ونقدم ومن دونها يصبح وجودنا مثل عدمنا, أمة أقرأ ستقرأ وترتقي بإذن المولى.
القراءة حياة وهي ما تضيف إلى أعمارنا أعمار وإلى خبراتنا خبرات وإلى تجاربنا تجارب وهكذا تأتي الإضافة على هذا المنوال أي لا نخسر شيئًا إلا من تلك الكتب السيئة المحتوى, علاقتي مع القراءة حُب وصداقة منذُ أعوام, هو الرفيق الذي لا أملّ منه ولا تستغرب عندما تجده معي في كل مكان حتى عند زحام السيارات أو التوقف عند الإشارات أبدأ بمتعة القراءة, نعم إنها متعة ونعمة لمن رزقه الله حُب القراءة, صدقوني أنتم الذين تتكلمون بلسان السخرية معي لا ألومكم حقًا لسبب وحيد وهو أنكم لم تجرّبوا لذّة القراءة وغرّتكم العجلة.
القراءة تعلمنا الكثير ومنها الصبر والتحمّل وغيرها الكثير أتحدث هنا بغض النظر عن ما يمنحنا ذلك الكتاب ذو المحتوى الجيد الذي يستحق أن يُحسد عليه, تعتبر القراءة لدى البعض أكسجين لحياتهم وأنا منهم, القراءة هي من تصنع المجد للمجتمعات ولا أحد يستطيع أن يخالفني في هذه الجزئية, تحدّثوا عنها الكثير وتبقى القراءة هي النعمة التي يعيش عنها على غفلة الكثير من البشر مع غاية الآسف, مخطئ من قال : القراءة تجلب الملل وملحقاته!
لماذا لا نقرأ ؟
هذا السؤال طرحته كثيرًا على كثير من الناس بمختلف الأماكن على الطبيعة أو عن بعد, الهدف أن أقرأ الإجابات من تلك الألسن أو من النصوص ولعلّي أشخّص حالنا بالعزوف عن القراءة, أغلب الإجابات التي وصلتني لأن ليس لدينا وقت وهذه ليست كافية بأن ننفر من القراءة, أنت بحاجة إلى القراءة هي نبض لحياتك وإذا أردتها ناجحة ومتميزة, بالنسبة لإدارة الوقت نحن فاشلون فيه إلا ما ندر مِنا حقيقة ولكن بمقدورنا أن ننظّم أوقاتنا ونرتب شؤوننا لنجعل من شبه يومياتنا – على الأقل - كتاب أو كتيب نقرأه, نحن نستطيع ذلك ولكننا نتقاعس ونبحث عن الأعذار ونلهي أنفسنا إلى لا فائدة, أتمنى يأتي يومًا وأسأل العالم العربي : لماذا نقرأ؟ بدلاً من : لماذا لا نقرأ؟
كيف تحب القراءة ؟
لكي تحب القراءة عليك أن تبدأ حبة حبة ولا تبدأ في الكبير من الكتب أو الدسم بل في الكتيبات ثم بعد ذلك في الكتب ذات الصفحات القليلة والمحتوى السريع على الذهن استيعابه, أفضّل بأن تبدأ في المقالات والقصائد والنصوص الأدبية الأخرى المنشورة في الصحف والمجلات وفي الانترنت كذلك بعدها تناول الكتب ذات النوع والمحتوى الذي تحبه أنت وتفضله ولا تدع أحد يختارها إلا إذا كان ذا باع طويل مع القراءة فهو أبخص بما هو أنسب ومناسب لكل مبتدئ وفي النهاية حب القراءة هبة من الله فأطلبها منه ولا تخجل من سؤاله أبدًا بل هو يريدك أن تسأله وتطلب.
الحديث عن القراءة ذو شجون وأشجان, لا أملّ من الحديث عن القراءة كما أنني لا أمل من ممارسة القراءة نفسها, شكرًا لله خلق لنا القراءة وحببها لي ولكل من يقرأ, أسأل الله لكل من قرأ هذا المقال أن يحبب إليه القراءة ويقرّبها إلى من يحب القراءة النافعة المفيدة لينتفع ويفيد, صباحكم ومسائكم قراءة.
فيصل خلف