تهادوا الكتب !!
قرأت كتب كثيرة من أغلفتها إلى ظهرها, وأمتلك كتب أخرى لم أقرأها, يشهد الله وكما يعلمون أفراد عائلتي أن مكتبتي صغيرة, تسببت الأعداد الكثيرة من الكتب إلى خلق نوع من الفوضى في المكتبة الصغيرة مما دفعني إلى إخراج كتب خارج رفوف المكتبة, وهي فائض عن الحاجة وأريد الخلاص منها بعد استيعاب محتواها جيدًا, نصحني أحد الأصدقاء بأن أجعلها محفوظة عندي فرديت عليه بأنني لا أريدها ولو تركتها للزمن فستلعب دور الميت في الحياة!
قررت أن أهدي الكتب للأصدقاء وللأسف لم أجد في القائمة ممن يحبون قراءة الكتب والإبحار بين صفحاتها بالمنطقة التي أقع فيها, حينها تألمت قليلاً وواسيت حظي فأكملت الطريق, في لمح البصر تذكرت صديق صرّح لي عن حبه لقراءة الكتب, أخذت الهاتف على عجل ثم اتصلت عليه, ردّ علي ثم قلت : لدي هدية لشخصك وإذا حان اللقاء بيننا ستستلمها, رد علي متجاوبًا وممتنًا, وآخر سأتصل عليه ولا أعلم إذا كان يقرأ أم لا ولكن سأجرب لما لا, طبعًا الكتاب مُغلّف بطريقة رائعة, لأن الهدية من الأفضل أن تقدم بشكل مُغلّف خافي.
الكتب المتبقية تركتها في مكتبة تجارية تهدف بشراء واستبدال الكتب المستعملة, تمنيت عندما وصلت إليها بعد أكثر من نصف ساعة أن تكون مثل هذه المكتبات منتشرة هنا وهناك, وقريبة من منزلنا العامر بأهله وضيوفه. بنبرة حزن على واقع أعيشه في مجتمعي لم أرى ولم أسمع عن تبادل الكتب بين شخص وآخر أو كإهداء قط, ولعلّنا نجعل مجتمعنا يرتقي بتبادل الكتب وحب القراءة حبًا جما كما يحبون المال, تهادوا الكتب فهي نعمة وهبة عظيمة من رب العالمين, لا يتأخر يومًا عن مطالعتها من يعيش في دولة من الدول المتقدمة, دمتم قارئين.