عمار بوقس .. إرادة لا تعرف المستحيل !!
يحمل إسم لم يعد غريبًا علينا كما كان في السابق, وهذا إن أستشهدت فسأستشهد بالفضل لله ثم للإعلام والصحافة السعودية الذين قاموا بخلق فوضى للباحث عنه تسببت في شهرة صاحب الإسم, مراعاة لحاله وما تعرض له وكذلك لنقل تحديه للحياة ونجاحه لمن تشبث باليأس ولمن وضع لنفسه نقطة نهاية, لعلهم بهذا يوقظون النائم في أعماقهم.
عمار بوقس إرادة لا تعرف المستحيل, حقق أحلامه على الرغم من وضعه وما يعانيه من حال لا يسّر الناظرين, تخرّج من الجامعة بتقدير مشرف يرفع كل الرؤوس, صارع فصرع الشلل الذي لم يشلّه عن ممارسة حياته وتحقيق طموحاته وأحلامه, عمار أنت فعلاً عمار لأنك أصبحت عمار لأحلامنا ولكل ما يعترض طريقنا نحو القمة من معوقات وعراقيل, أصيب بمرض غامض وأخطأ الطبيب في تقديره وعندما جاء إلى وطنه قوبل بنظرات غير طبيعية لم يكن يراها في الولايات المتحدة الأمريكية ومعاملة غير لائقة وواجه هجوم وسخرية الآخرين من سقف أحلامه الرفيع المستوى ومن تطلعاته التي لا تنتهي ومن وضعه بحزم وبسالة فشق طريقه ووصل إلى قمم وها هو يواصل الصعود إلى قمم أخرى ولم يكتفي بما وصل إليه وبهذا أحيا في الحياة وأحياها.
تأثرت بشكل كبير جدًا بعد مشاهدة فيلم عمار القصير المدة, لو كنت أحد العاملين بفيلم عمار لراهنت على نجاحه مقابل أغلى ما أملك وقبل أن يعرض للناس, كل ما في الأمر متميز من كل النواحي والأهم مضمونه حيث يروي لنا قصة جديرة بأن تكون محفوظة في أرشيف ذاكرتنا نعود إليها عندما يداهمنا اليأس والإحباط, صحيح أصحاب السطور كتبوا عن فيلم عمار نصوص ولكنني سأختصر لأكتب : أخي الغالي عمار.. عار على من شاهد الفيلم ولم يدرك ماهية الحياة بعد.
علمتني يا عمار أن الطموح لا حد له وأن الحياة ساحة للمعركة تحتاج إلى العزيمة والجد والمثابرة وأن أصم أذني عن الإصغاء إلى جمع المثبطين وأن لا أرضخ إلى كل من يحد من طموحاتي وأحلامي وأن أحاول جاهدًا أن أكون قدوة في النجاح والإبداع والتميز.
عمار المصاب بالشلل تفوق - دراسيًا وحياتيًا - على الأصحاء الذين يسيرون على أقدامهم ويقطفون الزهور بأيديهم ولا يواجهون ما يشلهم عن الحركة الطبيعية, لا تعتذروا بعد علمكم وهذا إن دل فإنما يدل على أننا نحن من نشل أنفسنا وليس الشلل هو من يشلّنا.
وضع ستيفن هوكينج لا يباعد عمار بوقس بل أدهى وأمر, فقد كان ولا زال في صراع مع المرض دام لأكثر من 45 عامًا, أصيب بمرض رجحّوا الأطباء بأنه مميت ولا يعيش لأكثر من سنتين وهو الآن في العقد السابع من عمره وصدق من قال ما أوتينا من العلم إلا القليل, لمن يعتقد بأن هؤلاء المقعدين لا فائدة منهم, أحب أن أذكر نقاط لزامًا ذكرها عن ستيفن, هو من أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم, ودرس في جامعة أكسفورد وحصل منها على درجة الشرف الأولى في الفيزياء ثم واصل تعليمه وحصل على الدكتوراة من جامعة كامبردج في علم الكون, ونال جوائز وتقدير كثير وعلى مستوى كبير, نستفيد مما سبق هو : أن المجتمع هو المعاق الذي يعيق!
شكرًا لمن يقدم يديه – وليس لسانه فقط - للمبدعين في وطني أمثال عمار بوقس.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يشفي ويعافي عمار بوقس عاجلاً غير آجل وإنني والله متوق لنجاحات قادمة بتوقيع عمار, وأطلب من رب العالمين أن يحقق حلم من أحلامه المنتظرة وهو : أن يمنحه الله 10 ثوانٍ ليسجد له!