غاز أرضي قادم..استعدوا!

قيل إن غاز الرياض سيكون، قريباً، تحت الأرض. هذا ما تضمنته عناوين الصفحة الأولى من أغلب الصحف المحلية اليومية في المملكة، وعلى لسان مصدر موثوق.
شخصياً، أرى أن يعاد الرأي في هذا القرار. والأسباب ما يلي:
ـــ حفريات تمديد الصرف الصحي استغرقت أكثر من عامين، وسببت زحاماً خانقاً امتد إلى شوارع الأحياء السكنية، وعزلتنا حتى عن بيوتنا في أحيان كثيرة لشهور، والنتيجة: نقاط تفتيش الصرف الصحي في تقاطعات الشوارع السكنية تفيض بالمياه الملوثة، والدليل، على سبيل المثال لا الحصر، حي النهضة شرقي الرياض.
ـــ مخلفات الحفر (قطع عملاقة من الأسفلت، كميات مهولة من الدفان المتعالي حتى عن مستوى المنازل... إلخ) تم تكويمها جميعاً في الأراضي الفارغة والمجاورة للمنازل في كل حي سكني طاله تمديد خدمات الصرف الصحي!

باختصار..
تخيلوا ما الذي يمكن أن يحدث في حالة التمديد الأرضي للغاز، في مدينة بحجم العاصمة الرياض؟ حاولوا رسم منظر تخيلي لمخلفات الحفر والتمديد والبناء في كل شبر تقريباً! الأصعب من كل هذا، تخيلوا لو تسلم مناقصة المشروع مستثمر من مطاطي الذمم، وتسرب الغاز وانفجر لسبب أو لآخر، فما مصير سكان القشرة الأرضية للرياض؟!
أنا هنا لأناشد إخوتي صناع القرار الرحمة والرفق بنا!
أحبتي، إن كان موضوع إصلاح الجسر الذي وقع الانفجار أسفل منه (كوبري المعيزلية)، سيستغرق شهوراً! فكم سيستغرق تمديد شبكة غاز أرضية في مدينة كالرياض؟ وما المدة اللازمة لمعالجة أي خطأ ناتج عن أي فساد محتمل في ذمة المقاول؟ وما حجم الرقابة الإدارية التي تتيحها أجهزتنا الحكومية لمعالجة التقصير (طريق الملك عبد الله مثلاً)؟
إن كان ولا بد من شبكة غاز! فأنا أقترح إقامة أبراج غاز، أسوة بأبراج الكهرباء ذات الضغط العالي، تتصل عند كل حي سكني بكشك غاز، يتيح لكل مواطن إعادة تعبئة أسطوانته عبر مكائن آلية، تشبه مكائن شراء المشروبات الغازية، وفيها روبوت يلتقط "الدبّة" من حوض الوانيت، بينما نقوم نحن بإدخال ورقة من فئة 30، يتم تصنيعها حينذاك خصيصاً بهذه المناسبة، وننتظر داخل سيارتنا حتى تطبطب يد الروبوت على سقف السيارة، كإشارة لانتهاء المهمة وإمكانية الانطلاق.

هل أطلب الكثير؟
لا أظن! ولكن عموماً، إن لم يكن هذا الاقتراح ممكنا، فأهم ما أسعى إليه اليوم من خلال هذه السطور هو: فضلاً اتركوا عنكم فكرة التمديد الأرضي للغاز! ما لنا وما لهذه المشاريع الحساسة؟ نحن يا سادة يا كرام نتحدث عن غاز.. وليس عن صرف صحي! أرجوكم اهدأوا.. وخذوا وقتكم في التفكير! ونحن سنساعدكم على النسيان، هذا وعد! يروح التصريح.. ننساه ونستريح!
شكراً لتفهّمكم مقدماً!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي