لماذا غضب تركي العجمة ؟
رغم عدم اهتمامي الكروي الكبير إلا أن برنامج كورة الذي يقدمه المذيع المتألق تركي العجمة يشدني للمتابعة، فبرنامج كورة متنوع في طرحة ,ويتطرق للعديد من القضايا والمواضيع التي تهتم بالشباب في المملكة، وهذا هو سر تميز هذا البرنامج عن غيره من البرامج الرياضية الاخرى.
بالأمس تطرق العجمة لقضية المخصصات المالية لرعاية الشباب للعام 2013 م، والتي تسعى من خلالها رعاية الشباب تطوير الرياضة السعودية والمنشآت الرياضية في المملكة ,وكانت للأسف قليلة جدا مقارنة بحجم المشاريع والتطوير الذي تتطلع رعاية الشباب لتنفيذها، كما أن العجمة قارن بينها وبين المخصصات المالية للرياضية في دول الجوار، فكانت تفوق مخصصات الرياضة السعودية بكثير، كما ذكر أن المخصصات المالية للرياضة المدرسية تقارب الثمان مليارات ريال، ومخصصات رعاية الشباب كاملة لم تتجاوز ملياري ريال !!
غضب العجمة في وجهة نظري منطقي وعقلاني، فرياضة كرة القدم في السعودية هي المتنفس الوحيدة للشباب الذي يمثل قرابة 60% من اجمالي سكان المملكة، بالإضافة الى أن الكثير من المنشآت الرياضية قديمة ومتهالكة ولا تناسب مع طموح الشباب المطلع الذي أصبح يقارن المنشآت الرياضية في دول الجوار قبل المنشآت العالمية في الخارج، والسؤال الاهم في المقال اذا لم ينجذب هؤلاء الشباب لمتابعة كرة القدم التي تحضا بشعبية كبيرة في الوقت الحالي فبماذا سوف ينشغل ؟
بتأكيد سوف يتحول اهتمام هؤلاء الشباب الى ممارسات اخرى مثل التفحيط أو إدمان المخدرات أو الإرهاب, فهؤلاء الشباب يملكون طاقة لابد أن تفرغ في جانب إيجابي والا سوف يبحثون عن جانبا سلبي لتفريغها ,وتجاربنا مريرة مع التفحيط والإرهاب والمخدرات ,ولازلنا نعاني منها الى وقتنا الراهن .
خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – قال للوزراء بعد إعلان الميزانية الاخير "لا عذر لكم" ويعني بذلك لا عذر لكم في التقصير بتنفيذ المشاريع الحكومية التي تنعكس على المواطن ورفاهيته، لذلك اتمنى، وهي امنية ليست شخصية، أن تدعم رعاية الشباب بالمخصصات التي تؤهلها لتطوير الرياضة بشكل عام في المملكة، كما أتمنى أن يتم الاهتمام بالمنشآت الرياضية التي يمارس بها الشباب الرياضة بأنفسهم، فهي مكان مناسب للقضاء على اوقات فراغهم وطاقتهم، كما ان ذلك سوف ينعكس صحياً عليهم، في وقت أصبح الكثير منهم يعاني من مشاكل صحية مثل السمنة والسكري وغيرها من الامراض التي تنتشر في الاوساط الشبابية في الوقت الراهن.