الأبراج وأخواتها في الشوارع والأحياء

شوارع الأبراج اسم منتشر في العاصمة الرياض, ومع الأسف، بشكل واسع وفي كل الأحياء تقريبا إذا ما استثنينا أحياء مثل العليا والسليمانية, وشوارع الأبراج هي تلك الشوارع التي تقسمها الأبراج إلى شاطر ومشطور وبينهما برج، لا أعرف إن كان طازجا بمفهوم أهل الاختصاص. هناك سؤال يحيرني: هل التخلص من هذه الأبراج بتلك الصعوبة؟ لماذا لا تتم إزالتها وإراحة الناس منها, إنها تضيق الشوارع بحيث تصبح حركة المرور بطيئة, كما كنا نسمع ولا أدري إن كان ذلك صحيحا أن الكهرباء المنبعثة منها قد تسبب مشكلات صحية لمن يسكن أو يعمل قربها, ويستشهدون بالزرع الذي ينبت تحتها ويقولون لو فحصته لوجدته متأثرا بشكل سلبي منها. أنا هنا أنقل ما يقوله الناس, ويبدو لي أن المشكلة أكبر من الأبراج, فهي تكمن في عدم قدرتنا على اكتشاف المشكلات الدائمة, والمشكلات الدائمة هي المشكلات التي تستمر كمشكلات دون تدخل أو أن تحل بمرور السنين, وفي حالتنا هذه، أي مشكلة الأبراج، فالوضع عكسي، حيث إن المشكلة تتفاقم وتزيد مع مرور الوقت, فتلك الشوارع كانت خالية تقريبا من المارة وقت تركيب تلك الأبراج, ومع النمو السكاني وتمدد العمران بدأت حركة المرور تزداد في تلك الشوارع إلى أن وصلت في وقتنا الحاضر إلى مستوى أصبح معه الوضع يمثل اختناقا مروريا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى, المشكلة الأعظم أن مسافات تلك الأبراج قصيرة، ما يجعل شخصا غير متخصص مثلي يعتقد أن حل ذلك لن يكون مكلفا, وستكون منفعته أكبر من تكلفته, وإذا كانت هناك مشكلات فنية أو أن تكلفة مد تلك الأسلاك الكهربائية تحت الأرض كبيرة, فيمكنني أن أساعد على ذلك بحل بسيط سيعالج المشكلة, وهو أن نقوم بصب قواعد أسمنتية طولية بحيث تحتاج إلى مساحة مترين من عرض الشارع ثم على ارتفاع مناسب نصب قاعدة أسمنتية لتلك الأبراج, فيمكن مع هذا الحل إبعاد الكهرباء عن الناس وفي الوقت نفسه توفير مساحات كبيرة لتوسعة تلك الشوارع.
وفي مكان آخر نجد أن أعمال الحفر في الشوارع تنتهي نهاية غير سعيدة, حيث لا يقوم المقاول بسفلتة الحفر بعد إنهاء التمديدات المطلوبة بطريقة احترافية بحيث تتساوى مع الأجزاء الأخرى من الشارع, ويبدو لي أن المسؤول عن ذلك هو من يكلف بتسلم الأعمال من المقاول, وليس لدي هنا حل آخر غير أن يقوم المسؤول بعمله كما يجب, مع ملاحظة أنه حاليا قد لا يتحمل المسؤولية الكاملة عما يحدث، فهو يتسلم الأعمال المنفذة من المقاول بالطريقة نفسها التي يتسلم بها الآخرون تلك الأعمال, وعلى الجهات الحكومية المعنية أن تعيد تنظيم عملية تسلم الشوارع من المقاولين وتقوم بتأهيل منسوبيها على ذلك بطريقة تضمن خلو الشوارع من مطبات صناعية إضافية .
وفي مكان ثالث تمت معالجة مشكلة التفحيط والسرعة في الشوارع الواسعة داخل الأحياء بمطبات صناعية, ولذلك مشكلات عده تؤثر في صحة السيارات - إذا صح التعبير, وتجعل السير داخل الأحياء أمرا مزعجا للغاية, وأرى أن تتم معالجة ذلك عن طريق توسيع أرصفة تلك الشوارع الواسعة فنضرب عصفورين بحجر, توفير أرصفة داخل الأحياء لتشجيع المشي للأماكن القريبة وأن تكون المساحة المسفلتة المخصصة للسيارات محدودة ولا تسمح بالسرعة أو التفحيط, كما يمكننا مد مطبات صناعية عند التقاطعات في الشوارع التي ليست لها أولوية في المرور, وتكون عبارة عن امتداد لرصيف الممشى.
مشكلتنا الحقيقية تكمن في عدم دراسة المشكلات بعمق كاف وعدم مراعاة الآثار الجانبية للحلول المقترحة - إذا صح التعبير - فمشكلة مثل مشكلة التفحيط في الشوارع الواسعة داخل الأحياء يجب دراستها بعمق وبمشاركة جميع الجهات الحكومية المعنية، ويكون ضمن الفريق خبراء نفسيون واجتماعيون لتحليل المشكلة وإيجاد حلول جذرية لها, مثل إيجاد مناطق مخصصة لسباق السيارات مع توفير وسائل الأمن للمتسابقين والجمهور لتفريغ الطاقات لدى شبابنا بطريقة آمنة لا تسبب الأذى لهم وللآخرين, أو أن نحاول الترويج لقدراتهم بالقيادة لاستخدامهم في تصوير الأفلام العربية (أفلام الأكشن)، وبذلك نضرب عصفورين بحجر واحد فنسهم في رفع مستوى أفلام الأكشن العربية, ونوجد وسيلة مناسبة لإشباع رغبات الشباب من تلك الهواية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي