هنيئاً للمرأة السعودية !!
على المستوى الشخصي، أميل إلى أن المُهمة الرئيسة التي يجب أن تستحوذ على اهتمام المرأة هي التفرغ التام لتربية أولادها ورعاية بيتها، إنْ كان زوجها في غير حاجة إلى راتبها، وهي مهمة ليست بالهينة، بل ولدي قناعة بأنها مهنة سامية تستحق المرأة عنها راتباً مجزياً ومشجعاً، بيد أنها - أي المهنة - لم تحظ بالعناية المجتمعية والإعلامية تأصيلاً وتثقيفاً، الأمر الذي أدى للتمرد عليها ولو بالنية فقط!.
على الجانب الآخر أقبلُ وبغير غضاضة وجود المرأة في دروب السياسة والاقتصاد والاجتماع والإعلام، متى شكَّل وجودها إضافة نوعية وطاقة خلاقة تدفعان حركة المجتمع في الحياة نحو الأفضل، شريطة أن لا تختلط المفاهيم أو الأدوار، أو تتخلق بؤر للصراع على مناطق النفوذ، أو تختل العلاقة بين شطري المجتمع على نحو ما، في ذات الوقت الذي لا تتخلى فيه المرأة عن كونها زوجة وأم!.
في ظلال الفهم السابق أرى أن المرأة السعودية - وبعد دخولها إلى مجلس الشورى بهذا العدد الثلاثيني المُدهش - تحتاج إلى أكثر من رئة لتُحسن تغطية كل المناطق الواقعة تحت مسؤوليتها وهي كثيرة ومتنوعة وتستلزم ليونة ومرونة عاطفية وفكرية، ومن ثم إلى لباقة ولياقة وثقافة.. فهل استعدت المرأة السعودية للعدو في هذا المضمار؟!.. سؤال ستتضح ملامح إجابته في القادم من الأيام، وإن كنتُ لا أشك في جدارتها في انجاز ما أُسْنِدَ إليها.
لا شك أن تعيين ثلاثين عنصر نسائي في مجلس الشورى السعودي سيكون أمراً فاتحاً لشهية الكثيرات، وسوف يشهد الوسط النسائي السعودي حراكاً غير مسبوق لإثبات الأحقية بإحدى الفرص التي أضحت تلألأ في أفق الحياة السعودية، خاصة والتباشير تقول بأن المرأة السعودية ستتبوأ عما قريب أرفع المناصب في المملكة بعد أن وصلت الآن إلى منصب نائب وزير وإلى مجلس الشورى بهذا العدد، وهو أمر يُحسب في الحقيقة للقيادة السعودية التي فجرت طاقات الإبداع والخلق لدى شطر المجتمع الثاني، الذي لا يقل قدرة أو كفاءة عن شطره الأول.
هنيئاً للمرأة السعودية بثقة القيادة السعودية، هنيئاً لها انطلاقها في مضمار الحياة العامة، وإن بقي هذه الانطلاق مرهوناً بما تحققه من عوائد ومنافع.