حقنة المسحل وفيروس الرياضة
لم يمثل تصريح الأستاذ محمد المسحل حول عدم تعاون الأندية مع لجنة المنتخبات الوطنية مفاجأة بالنسبة إليّ (على الأقل)، لأن الشواهد تدل على صحة ما ذهب إليه، فالأندية بشكل عام لا ترحب كثيرا بانضمام لاعبيها للمنتخبات، خصوصا تلك التي تنافس على المستويين المحلي والدولي.. وأقرب تلك الأمثلة قضية لاعب الأهلي مصطفى بصاص الذي أصر ناديه على مشاركته في البطولة الآسيوية على حساب منتخب الشباب الذي كان يخوض التصفيات النهائية لبطولة آسيا والتأهل لكأس العالم.
الإعلام الأهلاوي قدم الدعم اللازم لقرار النادي لتمر الحالة مرور الكرام، والأمر هنا لا ينطبق على الأهلاويين فقط، بل على إعلام الأندية الأخرى الذي كان سينتهج نفس الطريقة والشواهد كثيرة في هذا الجانب.
إن مطالبة الإعلاميين المتكررة بالشفافية والوضوح من المسؤول لا تعكس حقيقة الأمر، لأن هذا الإعلام لن يقبل أن يتم المساس بالنادي الذي ينتمي إليه، والدليل أن أكثر من طالب المسحل بالأدلة (المادية) على ما أدلى به من تصريح يمثلون شريحة الإعلاميين المتعصبين الذين يحاولون مطالبتهم بإبعاد (الشبهات) عن أنديتهم التي يشجعونها وتمييع الموضوع بمطالبات لن تتحقق بدلا من مناقشة الظاهرة بشكل جدي وموضوعي. من المؤكد أن الإدارة السابقة للمنتخبات والجهاز الفني سيقدمان تقريرا مفصلا عن المشكلات التي تواجه المنتخبات الوطنية، وتؤثر بشكل سلبي على نتائجها، كي تسهل عمل الإدارة الجديدة، وكذلك تطرح على طاولة النقاش في مجلس إدارة الاتحاد التي ستتضمن تأثير الأندية والإعلام في نتائج المنتخبات. إن تعاطي الإعلام المتعصب مع الأحداث أصبح كالفايروس الذي يستشري في جسد كرة القدم السعودية ولم تكن (إبرة) المسحل إلا اختبارا للمطالبين بالشفافية، فمن يريد العلاج فهو في الحقنة ومن أراد الإثارة والبلبلة فلن يشعر إلا بألم (الوخزة).
إن ريكارد وسابقيه ولاحقيه لن يستطيعوا غرس الولاء والغيرة على شعار المنتخب إذا لم يكن هناك تعاون من الأندية والإعلام من جهة، وكذلك تعامل اتحاد القدم بحزم وعدل مع الأندية من الجهة المقابلة.