العهد الجديد لـ «هيئة الطيران»
أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني الأسبوع الماضي طرح منافسة المناولة الأرضية في مطارات المملكة الداخلية والدولية في خطوة تعكس حقيقة العهد الجديد لصناعة النقل الجوي. فبعد منح رخصتين لناقلات جوية جديدة يتم اليوم العمل على رفع قدرات المناولة الأرضية في المطارات السعودية من خلال تطبيق مبدأ التنافسية والعدلية. إن نجحت الهيئة، وكلي يقين أنها ستنجح، في رعاية ودعم شركات جديدة فإنها ستتفوق على دول جوار تمتلك مطارات ذات جودة وحركة كثيفة لكنها تعمل بشركة مناولة واحدة محتكرة من الحكومات. على سبيل المثال مطار دبي ذي الخمسين مليون مسافر في السنة المتميز بجودة وتنوع خدماته، يتعرض دوما للنقد من صناعة النقل الجوي العالمية بسبب طبيعته الحكومية المغلقة وغموض العلاقة المالية بين الحكومة وأعمال المطار المختلفة كالمناولة الأرضية بما فيها الناقلتان طيران الإمارات وفلاي - دبي. عندما يبدأ مطار الملك عبد العزيز الجديد في العمل فإنه في حاجة إلى نقلة نوعية في جميع الأعمال التي تتم في ساحة الطيران بما فيها أعمال المناولة الأرضية، لهذا فإن وجود ثلاث شركات أو أكثر سيدعم التنافسية ويدعم ارتفاع مستوى الجودة. خاصة أن رحلات الحج والعمرة تضيف تنوعا واسعا في أنواع الطائرات وتنوع عمليات إسنادها على الأرض. كنا ولا نزال نعاني المستوى غير المرضي من قبل محتكر المناولة الأرضية في مطاراتنا، هذا المستوى أثر كثيرا في العمليات الجوية وتأخر الرحلات، كما أثر في سمعة مطاراتنا، خاصة في نواحي السلامة والمظهر العام للمطارات. فالمسافر المتنقل بالحافلة في ساحة مطاراتنا خاصة الرياض وجدة يرى الحالة غير المرضية للمعدات الأرضية وفوضى حركة العربات حول الطائرات وتناثر الأدوات والمخلفات في أماكن غير أماكنها الطبيعية. التنافسية في أعمال المناولة الأرضية للمطارات ستوجد أعمالا منبثقة جديدة مثل صناعة وصيانة المعدات الأرضية وهي صناعة ذات مردود مالي ونوعي كبير للاقتصاد السعودي. كما ستوجد صناعات رديفة في التعليم والتدريب إن طبقت سياسات صارمة لسعودة هذا القطاع من خلال وضع سلم للرواتب يتناسب مع صعوبة المهنة وحرفيتها العالية. أتمنى من هيئة الطيران المدني هذه المرة وتطبيقا لمبدأ الشفافية نشر كراسة المزايدة على موقعها على الإنترنت، وهي مهمة سهلة الإنجاز، لكنها ذات قيمة مضافة كبيرة للعهد الجديد للهيئة.