المسئول قبل وبعد الكرسي !!

يتولى المسئول كرسي القيادة في احد المناصب الحكومية لسنوات طويلة ، قد تمتد لعشرات السنين ، وطوال هذه الفترة نجد أن الإشكاليات السابقة موجودة أن لم تزداد عدد أو سوء،ويذهب هذا المسئول بسبب تزايد إخفاقاته بإعادة تعيين حكومي لمسئول أخر ، أو بوصوله لسن التقاعد أو وفاته !!

بعد ما يترك المسئول كرسي القيادة أو المسئولية نجد المسئول يتجه لظهور الإعلامي ,سواء بالكتابة الصحفية أو تأليف كتاب عن مسرته العملية حتى وأن كانت خالية من الانجازات التي تذكر،أو للظهور في البرامج الحوارية للتعليق عن قضايا إخفاقات أو تقصير الجهة التي تولى قيادتها سابقا.

المسئول بعد تركه للمنصب يصبح شخصية مختلفة في الطرح والتطرق للمشاكل التي يكون عجز عن حلها في وقت توليه القيادة ، كما أن البعض يقدم حلول جميلة لم نكن نراها أو نسمع بها في وقته ، كما أن البعض يتجه إلى إنشاء مشروع تجاري خاص به يكون من مجال اختصاص المكان الذي تولى قيادته سابقا ، مثلاُ أذا كان مسئول في مجال التعليم يتجه إلى الاستثمار في إنشاء مدارس أهلية ، ونجده ناجح ومتميز في جميع النواحي ، عكس ما كان عليه الوضع عندما كان مسئول ، وهنا تسأل غريب ما السبب الذي يجعل المسئول السابق يكون أفضل إدارياً وتنفيذياً بعد تركة للمنصب !!

أنا لا اعرف السبب الحقيقي أو المعلومة القاطعة لذلك ، لكن يتوارد إلى ذهني العديد من الأسئلة :

- هل بيروقراطية الأنظمة والقوانين لدينا كانت السبب,آم عدم وجود أدوات مساعدة له تعينه على تطبيق ما يدور في رأسه من حلول أو أفكار ؟

- هل المسئول يتولى المنصب ولا يجد أي معلومات تفيده في إدارة هذا المكان,لذلك يمضي فترته توليه في محاولة فهم الآلية العمل وما يملكه من إمكانيات وصلاحيات تابعه له ؟

- هل المسئول عندما يتولى المنصب يجد الخطط المستقبلية التي كان يعمل عليها المسئول السابق,آم أن المسئول الجديد يأتي وينسف جميع ما تم عمله سابقاً,ويبدأ بالتخطيط والعمل من جديد ؟

هذه أهم التساؤلات ويوجد كم أخرى منها ، لكن أتمنى أن نجد من المسئولين السابقين إجابات تفيد المسئولين الحاليين وتساعدهم في تطوير العمل في فترة وجيزة ، واعني بالتحديد المسئولين الذين نجحوا في استثماراتهم الخاصة التي هي من صلب تخصصهم سابقا في شتى المجالات,ومعرفة مكامن الخطأ أو العواتق ليتم تفاديها أو تعديلها إذا كانت في الأنظمة الحالية أو اقتراحات تقدم لتطوير العمل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي