الفتاة .. والحكمة الصينية !!
كان هناك فتاة صينيه لديها إنائين كبيرين تحمل عليهما الماء من النهر الى منزلها, وكان الإنائين مربوطين بعمود خشبي على كتفيها .كان أحد الإنائين به شرخ, وكان الاخر سليما ,كانت هذه الفتاه تحمل الماء في الإنائين حيث يصل السليم بكامل الكميه, بينما يصل المشروخ بنصف الكميه وكان السليم مزهوا بعمله نظرا لقيامه بكامل المهمة بكل فخر واعتزاز , وكان المشروخ محتقرا لنفسه نظرا لفشله ولعجزه عن تحقيق المطلوب منه كاملا, رغم انه يسعي بكل ما أوتي من قوه لإرضاء تلك الفتاه دون جدوى , ظل ذلك الحال لمدة عامين كاملين والإناء المشروخ يتجرع مرارة الذل والإحتقار والإحساس بالفشل.
وبعد هذه الفترة الطويلة عزم هذا الإناء على المصارحة والبوح بما يجول في خاطره المكسور لتلك الفتاه ,فقال:( إنني آسف جدا سيدتي إنني أخجل من نفسي فلدي شرخ يُفقِدكِ الماء أثناء عودتك الى المنزل وهذا رغما عني, مع أني أحاول قدر الإمكان المحافظة على الماء). فابتسمت الفتاه وقالت :الم تلاحظ الزهور على جانب الطريق من ناحيتك وليست من الجانب الآخر. أنا اعلم تماما بالماء الذي يُفَقَد من جهتك لذا فقد غرست البذور على طول الطريق من جهتك لكي ترويها في طريق عودتك ولمدة عامين متواصلين. ولولا شرخك ما وجدت هذه الورود والزهور الجميلة التي يتزين بها منزلي.
كل منا لديه ضعفه ,فلندع شروخاتنا وضعفنا تكمل بعضها البعض ونشتم رائحه الورود من حولنا . ومن لم يستطع عمل الكثير فليعمل بنصف طاقته وينظر دائما لتلك الورود والزهور كيف تكتسي بها كل الطرق القريبة منه ويترك الطريق الآخر فلربما ان الطريق الاخر مجدِبا في الأساس, حتى ولو كان معبداً, فالعمل والجد والاخلاص والنية الحسنه هي من سينتصر في النهاية, ثم ستسقي الورود والزهور التي في طريقك دائماً . هذا ان نحن استطعنا ان نستغل مواطن الضعف لدينا ونجعلها ميادين لاستعراض القوه بما ينفعنا وينفع الناس ونترك النظر الى الجانب الاخر الذي ربما يكون مظلما رغم لمعانه.