تحدي الكفاءة في الخطوط الحكومية
أصبح مصطلح الخطوط الكفؤة الأكثر استعمالا في صناعة النقل الجوي عند الحديث عن الناقلات ذات الاستدامة والربحية، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعم الكثير من مناطق العالم، التي أدت بدورها إلى خسائر جسيمة للناقلات الجوية، وأصبح كثير منها مهددا بالإفلاس والإغلاق. الخطوط الكفؤة وصف للخطوط التي تدار بفاعلية عملياتية واقتصادية، ويندرج تحت هذا التعريف عديد من منهجيات وإجراءات الأعمال، ومن ذلك أنها تستخدم أقل عدد من القوى البشرية لتسيير أعمالها بسلاسة، حيث يتصف موظفوها بالإنتاجية العالية. كما أن الخطوط الكفؤة هي التي تدار أعمالها رقميا من خلال حزم متكاملة ومتفاعلة من الأنظمة الذكية التي تشمل جميع الأعمال، دون اقتصارها على أعمال الإدارة المالية والقوى البشرية، كما هي سمة الخطوط غير الكفؤة، لذلك فهي بذلك الأقل بين قريناتها في التكاليف المباشرة كاستخدام الوقود وإسناد وصيانة الطائرات، والأقل في جميع مصروفات التكلفة الثابتة ومثالها المرافق. والخطوط الكفؤة أيضا هي التي تدار بعقول بشرية ذكية ومخلصة لأعمال تعجز عنها الأنظمة الرقمية، كاستشراف واعتماد وجهات جديدة واعدة وإلغاء أخرى غير رابحة، وسرعة إحلال وتوسعة الأسطول الجوي، حتى الاستحواذ على صناعات أساسية وثانوية تصب في العوامل الداعمة لاستدامة الخطوط الأم. الملكية الحكومية للخطوط الجوية حول العالم كانت دوما تعوق تحولها إلى حالة خطوط كفؤة، بسبب الطبيعة البيروقراطية وسوء الإدارة والفساد الذي تشتهر به المؤسسات الحكومية حول العالم، حين تطوع أعمال تلك المؤسسات لمصالح المتنفذين فيها. الخطوط الإيطالية رغم ما تمتلك من موارد استراتيجية كموقعها الاستراتيجي بالقرب من القارات وتربعها على صناعة سياحة قوية، إلا أنها ظلت مثالا عالميا للخطوط غير الكفؤة منذ سنوات طويلة، حتى خلال النهضة الحديثة للصناعة التي بدأت أواخر الثمانينيات. كما أن الخطوط السعودية والكويتية والمصرية وطيران الخليج، أمثلة إقليمية حية للناقلات الحكومية غير الكفؤة. على النقيض تأتي الخطوط العمانية التي اعتمدت وطبقت خطة إنقاذ استراتيجية جعلت منها خطوطا كفؤة قادرة على الاستدامة، رغم حجم حركة السفر الجوي في عمان. لكن الخطوط العمانية تستطيع استشراف الأسواق بسرعة كسوق شبه القارة الهندية وربطها بعديد من الوجهات الواعدة.