أسبوع مرور وساهر .. هل هناك تحسن ؟

كل سنة نحتفل بأسبوع المرور والبعض منا ينظر إليه على أنه أمر معتاد وأن نتائجه ليست مشجعة , مثله كمثل نظام ساهر , الذي كنا نتوقع منه نتائج مبهرة لخفض الأعداد المخيفة من الضحايا والحوادث . ولماذا جمعنا بينهما هنا لأن المقصد من أسبوع المرور هو التوعية , والمقصد من ساهر تطبيق نظام صارم يلزم المركبات بالسرعة النظامية المحددة؟. إذا كلاهما يهدف إلى سلامتنا, ويهدف أيضا إلى تقليل نسبة الحوادث والوفيات. وهو ما نشجعه وندعمه ولكن السؤال المهم هل فعلا هناك تحسن في مستوى القيادة للمركبات في السعودية وهل أصحبنا أكثر تقيدا بالأنظمة المرورية , وكيف نقيس ذلك ؟ , وهل نسبة الحوادث والوفيات هي أقل الآن عما كانت عليه سابقا بسبب أسبوع المرور ونظام ساهر ؟.

إن الإحصائيات التي خرجت لنا في عام 2011 أقضت مضاجعنا , وبينت لنا أن عدد وفيات الحوادث المرورية زاد على 7000 شخص , وذلك يعني أن هناك حالة وفاة كل 70 دقيقة تقريبا ! , وأن نسبة الشباب منهم تزيد على 70 % , كل هذه الأرقام تؤكد لنا أننا في ساحة حرب في الطرقات.

إن هذه المعضلة شائكة ومهمة جدا فالوطن ينزف ويفقد الكثير من أروح شبابه , الذين هم عماد المستقبل. إن حملة واحدة في السنة والتي تسمى بأسبوع المرور لا ولن تكفي أبدا , وهي لن تحل المشكلة الرئيسية والتي تكمن في المفاهيم والقناعات والتي ينتج عنها السلوك المتهور الخاطئ.

لذلك إن غرس مفهوم السلامة هو ضرورة مُلحة يجب أن تعمم في المدارس والجامعات , ولكل الفئات العمرية بلا استثناء حتى لو اضطررنا أن نجعلها من ضمن المناهج الدراسية لأن الأمر جلل وخطير. إن زراعة مفاهيم السلامة المرورية في عقول الأطفال و الشباب ضرورة وليست فضيلة لأن نفعها وضررها يلحقنا جميعا , وقد يستغرق بناء المفاهيم بعض الوقت, ولكن سيبقى أثره ونفعه طويلا.

وربما نستدل أهمية استمرارية التوعية بحملة ربط الحزام والتي قام بها المرور مشكورا قبل بضع سنين , و استمرت لفترة من الزمن . حيث كان رجالات المرور ينتشرون عند الإشارات المرورية الرئيسية المزدحمة , يذكرون و يشجعون السائقين على ربط الحزام .و نذكر أن هذه الحملة بذات نجحت نجاحا مبهرا حيث انتشرت ظاهرة ربط الحزام بشكل سريع وفعال في معظم مدن المملكة.

إضافة إلى ما سبق لابد أولا أن تصل رسالة التوعية المرورية إلى كل بيت ومدرسة ومسجد, و إلى كل مكتب ومصنع. وأن تكون على شكل برامج مستمرة و موزعة طوال السنة , وليس أسبوع واحد فقط.

ثانيا كم نتمنى أن تعلن لنا نسب الحوادث والوفيات في 2012 مقارنة 2011 , ونرجو أن يكون فيها تحسن ملحوظ على أرض الواقع يبين التأثير الإيجابي لأسبوع المرور ونظام ساهر, وإلا فالحرب ما زالت قائمة في الطرقات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي