تكاليف الحفلات في السعودية خيالية !!
يبلغ عدد الحفلات في السعودية أكثر من مليون حفل سنوياً،ينفق عليه السعوديين أكثر من مليار ريال,فتخيل أن المجتمع ينفق مليار ريال في أمر يعتبر كمالي وليس أساسي,واعني بذلك الحفلات بشكل عام وليس حفلات الزواج فقط. وفي المقابل يشتكي المقبلون على الزواج من انخفاض في الرواتب وارتفاع في تكاليف الحياة الأساسية مثل السكن والأكل .. الخ .
عدد الحفلات الكبير المقامة سنوياً جعلت الحصول على قاعة أو حتى استراحة للمناسبات أمر شبة مستحيل,والسبب قلة الأماكن مقارنة بحجم الطلب,لذلك نرى أسعار إيجاراتها ترتفع بشكل مبالغ به,كما أن كثير من أصحاب " أحواش تربية المواشي " قاموا بتحويل " أحواشهم " إلى استراحات للمناسبات رغبة منه في الاستفادة من هذه الطلب المتزايد دون أي مراعاة لوسائل السلامة أو الموقع وغيره من الاشتراطات الأساسية المطلوب توفرها في قاعات المناسبات .
ارتفاع التكاليف في حفلات الزواجات التي تقام لدينا هي من أكثر المسببات في تورط السعوديين المقبلين على الزواج بالقروض الشخصية التي تكبل صاحبها وفي بعض الأحيان والديه مدة لا تقل عن خمس سنوات في أفضل الأحوال,والمحزن أن جزء كبير من قيمة القرض تذهب في استأجر قاعة للمناسبات والتجهيزات الأخر المصاحبة لذلك,مثل تكلفة " الطقاقة " التي أصبحت الآن تسمى فنانة,والتي تتقاضى مبلغ يفوق مرتب الموظف الحكومي في ليلة واحدة,حيث يتقاضى اغلبهن مبلغ لا يقل عن عشرة الألف ريال للحفلة الواحدة,بالإضافة لقيمة العشاء الذي يتفاوت ما بين تقليدي " مفاطيح " أو بوفية مفتوح يحتوي على كل ما لذ وطاب,وترتفع التكلفة حسب تنوع الأصناف الموجودة,والتي في الغالب " للأسف " يرمى نصفه أو أكثر في سلة المهملات,وهذا سبب من أسباب ارتفاع المواد الغذائية !!
إحصائية أخرى تقول أن السعوديات ينفقن أكثر من أربعة مليارات سنوياً على التجميل,وهذا بالتأكيد من أسباب الحفلات التي يحضرهن,فالتكاليف لا تطال فقط صاحب المناسبة,بل كذلك الحضور,فمثلاً في السعودية في الغالب النساء لا يحضرن المناسبة بنفس اللباس,ولابد من لباس جديد لكل مناسبة,هذا بالإضافة إلى الذهاب إلى مراكز التجميل التي تجد نصيبها من التكاليف ,وهذا العادات جعلت الإنفاق في السعودية على التجميل أربعة مليارات سنوياً .
العادات الاجتماعية هي من دفعت المجتمع إلى إقامة الحفلات بشكل مبالغ فيه جعلت الكثير يتحمل هذه التكاليف رغم صعوبة تكاليف الحياة,لذلك يجب أن تبدأ لو فئة قليلة بتغيير هذا السلوك الخاطئ,فالزواج يتم بكل حالته,ولا يجب أن يتكلف المتزوج في الحفل حتى يتم الزواج,كما أن اغلب المتزوجين يحرم نفسه وزوجته من متعة السفر خارج المملكة لقضاء شهر العسل,ويكتفي بالذهب عدد قليل من الأيام في احد مدن المملكة,على الرغم أن تكاليف حفلة الزواج تكفي إلى أن يسافر لمدة لا تقل عن 15 يوم إلى احد الدول الجميلة,والمحزن أن حفلة الزواج لا تتعدى 4 أو 5 ساعات وقيمتها تعادل تكلفة شهر العسل كاملة,كما أن الزوجان لا يجلسان في الحفل سوى ساعتين أو أقل !!
لست ضد الفرح والمناسبات المفرحة,لكن ما يدفعني لكتابة هذا المقال أن الإسراف الذي يحدث بها يضر بالجميع,فمن يقيم الحفل ومن يحضر الحفل جميعهم يتأثرون,والعواقب وخيمة من قروض وإهدار في الأكل الذي هو منهي عنه في ديننا الحنيف وسبب كذلك في ارتفاع الأسعار بسبب زيادة الاستهلاك .