أين نحن من اليوم العالمي للبيئية

لقد مر يوم 5 يونيو من الأسبوع الماضي بهدوء وبدون مهرجانات أو إعلانات أو دورات توعوية مكثفة على مستوى المملكة من قبل الجهات المختصة مثل الأمانات والبلديات والصحة وغيرها مع أن هذا اليوم يهم المواطن والمقيم والوطن والأرض.

كم واحد منا يعلم أن يوم 5 يونيو من كل عام هو يوم البيئة العالمي , هل سمعتم عنه في النشرات الإعلامية المتلفزة والمقروءة , أو هل شاهدتم إعلانات عنه في الطرقات وعند الإشارات المرورية , و هل قمنا بتوعية الناس بمهرجانات في الأماكن العامة والمجمعات التجارية , كما نفعل حين نقوم بدعاية ضخمة للاحتفالات السياحية الموسمية أو مهرجانات الطرب والغناء؟! , لا أظن ذلك.

إن البيئة تعنى الوطن الذي نعيش فيه أنا وأنت والمجتمع, أنه يترتب على عدم المحافظة على البيئة هدر للموارد الطبيعية, وتلوث للبيئة التي نعيش فيها الآن وللأجيال القادمة . فضلا عن ذلك هناك هدر الأموال من عدم تدوير النفايات في المدن السعودية والتي قدرتها الإحصائيات غير الرسمية مابين 36- 40 مليار ريال سنويا.

مثل هذه القضايا يد واحدة فيها لن تصفق أبدا بل لابد من التعاون بين المواطن والجهات المختصة. وحتى لا يتشعب الموضوع لأن قضية البيئة كبيرة ولها تفرعات كثيرة يبدأ من النفايات النووية وانبعاث الغازات و تأثر طبقة الأوزون إلى رمي القمامة في الشارع ! , كلها قضايا بيئية , ولكن وددت أن نخص موضوع تدوير النفايات من بلاستيك وورق ومعدن .

قامت بعض الأمانات بمشروع فرز وتدوير النفايات والتي نجدها في بعض الأماكن العامة وهو حسن وتشكر عليه ,ولكن الموضوع يحتاج إلى أكثر من ذلك.

أولا لابد من برامج منظمة مدروسة وتبدأ بتكثيف التوعية المستمرة وليست فقط أيام معدودة نقص فيها الأشرطة , ونحتفل قليلا ثم تهمل القضية أو المشروع .

ثانيا لنبدأ بالمدارس من المراحل المتقدمة مثل التمهيدي و الابتدائي حتى تصبح لديهم عادة , وقد فعل ذلك ومازال يفعلونه اليابانيون في مدارسهم حتى أصبحت تلك عادة لهم , نحن لا نريد نتائج فورية عفوية , ولكن نريد زراعة بذرة التوعية البيئية في عقول الأطفال .
ثالثا نبدأ ببعض الإحياء مع التركيز عليها ودراستها حتى نخرج بنتائج وملاحظات ثم نتوسع تدريجيا.

رابعا الأماكن العامة مثل الكورنيش و الحدائق لابد من كثرة هذه الصناديق و لابد أن يصل صناديق التدوير إلى المواطن وليس العكس.

خامسا تقوم الأمانات والجهات المعنية الأخر بمهرجانات وتشمل محاضرات وجوائز تشجيعية و تبدأ بإعلانات مكثفة في الطرق و المجمعات التجارية وغيرها .

سادسا التوعية لابد أن تشمل كافة أطياف المجتمع من مواطن ومقيم وبعدة لغات فكلهما له دور يؤديه في الحفاظ على البيئة .

وأخير لابد أن يوجد في المواقع الالكترونية الرسمية للأمانات وغيرها من الجهات المختصة صفحة عن يوم البيئية والتوعية به, على أن يشمل مواد بصرية وسمعية لمواكبة العصر الالكتروني.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي