هيئة الاتصالات فشلت في حجب فايبر !!

بدأت هيئة الاتصالات تنفيذ حملة إيقاف لعدد من برامج التواصل الاجتماعي المجانية،التي ذكرت الهيئة أنها لا تتناسب مع التنظيمات الجديدة للهيئة،وبدأت ببرنامج "فايبر" الذي يقدم خدمة الاتصال الصوتي المجاني وإرسال الرسائل النصية (عبر الانترنت). برنامج "فايبر" يحضى بشعبية كبيرة في السعودية وإن كانت أقل من بعض البرامج الأخرى مثل الوتس آب.

بعد حجب برنامج "فايبر" انتشرت بعض الأخبار عن إيقاف عدد من البرامج مثل "الوتس آب" و "سكايب" وكذلك "تويتر" من قبل الهيئة، لكنها نفت ذلك لاحقاً من خلال موقعها الرسمي على الانترنت. لكن السؤال الأهم هل كانت الهيئة بالفعل تتجه إلى حجب هذه البرامج وتراجعت عن ذلك آم أن الموضوع كان مجرد إشاعات وتم تداولها بين الناس ؟.

بعد إيقاف برامج "فايبر" في السعودية، تحدث الرئيس التنفيذي ومالك شركة "فايبر ميديا" ماركو تالمون قائلا أن فريق المطورين لديه يعمل حاليا على حل تقني يقوم على جعل هيئة الاتصالات السعودية غير قادرة على تعطيل الاتصال وفي أسوأ الحالات يجعل قدرته على الحظر أكثر جهدا وصعوبة. وبعد عدة أيام تحدث قائلا : إن خبراء الشركة نجحوا في خرق الحظر المفروض من قبل هيئة الاتصالات السعودية على تطبيق "فايبر" عبر استعادة الرسائل النصية كخطوة أولى وستتبعها إعادة المكالمات الصوتية خلال وقت قريب ومن ثم عودة الخدمة بشكل كامل !!

هيئة الاتصالات في وجهة نظري أنها بدأت حرب لم تستعد لها جيداً، وخسرت أول جولاتها بشكل سريع، وما دفعني لقول ذلك هو قدرت شركة "فايبر" على عودة البرنامج للعمل في السعودية خلال أيام قليلة من حجبه، والأكثر من ذلك أن مالك الشركة وعد المستخدمين في السعودية بعودة البرنامج للعمل في تحدي صريح للهيئة، ونجح في ذلك بشكل سريع.

اقترح على الهيئة أن تعيد النظر في الاشتراطات والتنظيمات الجديدة التي وضعتها بخصوص برامج ومواقع التواصل الاجتماعي، فالشركات المنتجة لهذه البرامج تعمل وفق اشتراطات دولية متفق عليها من اغلب دول العالم، والأهم من ذلك إنها شركات ربحية تنفق الكثير من الوقت والجهود والملايين من الدولارات، ولن تتنازل بسهولة أمام أي محاولة للتقليل من عدد مستخدميها في أي مكان في العالم، وبالتحديد في الدول التي تلقى نمو كبير في عدد المستخدمين للانترنت مثل السعودية.

هيئة الاتصالات أظن أنها بحاجة لتجديد كفاءاتها التي تستعين بهم في العمل أو تطويرهم بإعطائهم دورات ليواكبوا التقدم الذي يحدث بشكل متسارع على مستوى البرمجيات والتقنية، فأسلوب الحجب التقليدي لم يعد مجدياً في كثير من المواقع والبرامج، وأصبح من السهل تجاوز ذلك.

همسة أخيرة : الجميع مع الرقابة المفيدة، لكن بالتأكيد ضد العشوائية والغموض في إجراءات الرقابة التي لا يكون لها مبرر أو سبب واضح وصريح.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي