الخطوط المتحورة

أعلنت خطوط (فلاي دبي) الأسبوع الماضي، أنها في طور إدخال درجة الأعمال في طائرات أسطولها بوينج 737 التي ستطلبها في المستقبل، وهي خطوة سبقتها بها خطوط اقتصادية أوروبية مثل (إيزي جت) وخطوط عربية مثل (النيل للطيران) تبنت ما أطلق عليه النموذج الهجين. النموذج الهجين يقدم خدمة الدرجة السياحية المجردة من الخدمات المجانية وفي الوقت نفسه يقدم درجة أعمال اقتصادية الخدمة المضافة. النموذج الهجين قد يكون الأكثر فاعلية في سوق السفر البيني في العالم العربي لتفاوت قوة الاقتصاديات. خطوط «فلاي دبي» هي الناقلة الاقتصادية لمجموعة الإمارات التي تضم وحدات عمل ضخمة منها طيران الإمارات، ومطار دبي الدولي ذو الستين مليون مسافر في السنة، ومطار العالم في جبل علي وغيرها من الوحدات الاستراتيجية في صناعة النقل الجوي والسياحة. تحول «فلاي دبي» نحو النموذج الهجين يصنف كتحور وليس تغيرا لأنه أتى بعد تحولها للربحية بعد أربع سنوات من العمل الشاق واستكشاف طبيعة عوائد الوجهات. التحور في نموذج الأعمال يكون أكثر سلاسة من التغير الذي تصاحبه انعطافات حادة قد تكون مصحوبة بفاقد مالي أو فاقد في جودة المنتج أو فاقد في ولاء الزبائن. تحور «فلاي دبي» أتى نتيجة لعوامل أساسية أهمها قدرتها على عرض درجة رجال الأعمال بأسعار منافسة للناقلات التقليدية، وإدراكا منها أن سوق درجة الأعمال بدأت بالعودة والانتعاش ثانية في المنطقة. «النيل للطيران» تحورت من النموذج التقليدي متجهة نحو النموذج الهجين الأكثر ملاءمة لأسواقها الجديدة بين مصر والسعودية والخليج العربي وتركيا حيث قلصت مقاعد درجة الأعمال من ستة عشر مقعدا إلى ثمانية مقاعد وزادت مقاعد الدرجة الاقتصادية من 121 إلى 156 مقعدا لتصبح مقصورة طائراتها مناسبة لما يعرف بالنموذج الهجين. لو قارنا بين دبي والقاهرة لوجدنا بونا شاسعا لمصلحة دبي كحاضنة أعمال عالمية المعايير والشفافية العدلية للمستثمر الأجنبي، ولكن القاهرة تتفوق على دبي ببون شاسع في الموارد الطبيعية الكامنة والأجواء. التحور السياسي في مصر إن تجاوز مرحلة المخاض وأوجد منصة أعمال آمنة سيجعل من القاهرة مركزا تنافسيا يتفوق على دبي نظرا لموقعها الاستراتيجي بين القارات الثلاث.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي