مساواة الطلاب بالطالبات !
ها هو موسم دارسي يقبل علينا من جديد، وها هم الطلاب والطالبات يغدون ويروحون من بيوتهم إلى مدارسهم، وتبدأ معها مشاكل المواصلات والنقل. ومن القضايا التي يشتكي ويعاني منها أولياء الأمور وخصوصا في المدارس الحكومية هي عدم توفر موصلات (باصات مدرسية) للطلاب البنين.
ولعل أولياء الأمور معهم الحق في ذلك، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالأطفال في المرحلة الابتدائية والمتوسطة حيث يحتاجون إلى اهتمام ورعاية أكثر، وإن توفير باصات خاصة لهم أسوة بالطالبات (باصات الأمين) له عدة فوائد، نذكر جوانب منها، حيث لا يتسع المقال لحصر جميع تلك الفوائد، ولكن نقتصر على المهم منها :
أولا : السلامة والأمان للأطفال حيث يضطر البعض منهم للسير على الأقدام مما يعرضهم لحوادث السيارات، وكذلك لحوادث الترصد والاعتداء.
ثانيا : تقليل الاختناقات المرورية عند المدارس ، والشوارع الرئيسة، والإشارات المرورية وقت الذروة حيث تكثر حركة السيارات لاضطرار أولياء الأمور أو السائقين الخاصين توصيل الطلاب للمدارس. وقد طالعتنا الأخبار مؤخرا عن وقوع حوادث مرورية، وحالة دهس لطالبة، أضف إلى ذلك وفاة معلم في أول أسبوع دراسي.
ثالثا : ضياع أوقات أولياء الأمور وأوقات ساعات العمل في القطاع العام والخاص، والتي قد تصل إلى آلاف الساعات حين خروج أولياء الأمور من أعمالهم لتوصيل الطلاب إلى بيوتهم، مما يؤدي إلى خسارة مئات الألوف من الأموال، إضافة إلى ذلك التأخير في انجاز الأعمال الموكل إليهم.
رابعا : من الفوائد توفير فرص عمل جديدة للسعوديين مثل سائقين، ووظائف مساعدة مهنية لعميلة التشغيل والصيانة.
خامسا : سوف يقل عدد السيارات في الطرقات والشوارع مما يؤدي إلى تقليل الانبعاثات الغازية الضارة بالبيئة، أضف إلى ذلك تقليل التلوث الضوضائي.
سادسا : يمكن فرض رسوم وأجور رمزية على أولياء الأمور مما يوفر مدخول مالي للمدارس يساعد ويساهم في دعم الأنشطة المدرسية.
سابعا : التخفيف من الضغوط النفسية والإرهاق على أولياء الأمور حين الغدوة والروحة من وإلى المدارس.
ونتمنى أن يجد هذا الاقتراح أذان صاغية وواعية من قبل المسؤولين، ولاشك أن الحل يحتاج إلى دراسة ميدانية متخصصة وجادة تشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية من قبل وزارة التربية والتعليم مع التعاون مع الوزارات الأخرى مثل الموصلات وغيرها. وأن تشمل الدراسة مقترحات وخطة عمل فعالة على أرض الواقع لتوفير حركة نقل آمنة لطلابنا الأطفال، فهم مستقبلنا المنتظر.