الزرع .. والحصاد !
رحل موسم الصيف, بحلوه وبمره، هناك من رحل عنهم الصيف وفي قلوبهم حسره, لأنهم فقدوا عزيز على قلوبهم، أو رحل قريب لهم، غادر الصيف وفي قلوب البعض ألم وحرقه, وصبر واحتساب، نسأل الله أن ينزل سكينته عليهم، وأن يثيبهم أجرا، ويزيدهم منه منزلة وقربا، وعلى النقيض تماما هناك من استمتع بعطلة جميله وقضى أوقاتا سعيدة بجانب أهله وأحبابه فهل شكر الله على ذلك ؟
إنتهى الصيف وبدأ العمل، بدأ أبناؤنا يعودون لأهم مراحل حياتهم على الإطلاق مرحلة العلم والتنوير. بدأ الأباء يضعون فلذات أكبادهم كأمانات تُثقل كاهل من يحملها قال تعالى (إنا عَرضنا الأمانَة على السمواتِ والأرضِ والجبالِ فأبينَ أن يحملنها وأشفقن مِنها وحملها الإنسانُ إنه كان ظَلوما جَهولا) الأحزاب (72).
المعلم، كلمة تكفي أن ترفع وتُعز وتُكرم من يحملها، نورمن العلم يضيئون به بيوتنا، ومستقبل مشرق ترسمه أناملهم لأبنائنا، بأيدكم أجيال ستساهم يوما ما في بناء وطن ,وبناء أمة بكاملها، سيقفون مكانك أيها المعلم يوم ما، ليستحوذوا على كامل صلاحياتك, ذلك عندما تغادر حياتك العملية متقاعدا بسلامة الله، أو ربما تجدهم بجانبك زملاء مخلصين، فتشاهد الوجوه وقد حملت جزء من ماضي لك جميل، فما زرعته اليوم حصدته غدا، ولكن الزرع لا يستوي على سوقه الأ بأمانة من يضع بذره، والحصاد لاتُقطف ثماره الأ بإخلاص العمل فيه، سيتسلمون منك زمام القيادة يوما، ليرسموا مستقبل أحفادك فهل أعددت هذا الجيل من أجل جيل الغد القادم !؟.
أخيرا للنجاح أدوات، لن يتحقق بدونها، فالأسرة شريك في النجاح، فإذا لم تكن حبال الوصل متينه بين المعلم ممثلا للمدرسة، وبين الأسرة الكريمة, لِتتكامل فيما بينها، فلن نصل للنجاح المنشود! فلماذا لا يكون شعار المدارس هو (الأسرة شريك النجاح ) ويتم طباعة ذلك على جميع مطبوعات المدرسة وشعاراتها !؟