الأسبرين .. تاريخ حبة
لديك صداع.. آلام أسنان.. أعراض برد.. الأوجاع والآلام تحاصر جسدك نتيجة إرهاق وإجهاد.. عليك بحبة أسبرين..!
هذا ليس إعلانا لشركة دواء، ولكن الأبحاث العلمية تؤكد أن لهذه الحبة تاريخا طويلا ومفعولا سحريا عبقريا عرفه الناس منذ آلاف السنين.. استخدمها الفراعنة واليونانيون.. طورها الأوروبيون حتى وصلت إلينا على شكل أقراص.. فما حكاية هذه الحبة العجيبة؟!
الدراسة تؤكد أن تناول حبة أسبرين يوميا يمكنه خفض مخاطر الإصابة بالسرطان بنسبة 20 في المائة على الأقل خلال فترة 20 عاما، وهي مانع محتمل للجلطات.. ومسكن للآلام والأوجاع.
كلمة "أسبرين" مشتقة من كلمة "سبيرايا"، وهي فصيلة من الشجيرات تحتوي على المصادر الطبية للمكونات الرئيسة للعقار.. هي حمض الصفصاف.. ويمكن العثور على هذا الحمض الذي عرف في العصر الحديث باسم الأسبرين في الياسمين والفول والبازلاء وبعض الحشائش مثل البرسيم وأنواع أخرى من الشجيرات.
عرفه قدماء المصريين وكانوا يستخدمون قشرة الصفصاف كعلاج للآلام والأوجاع.. ولكنهم حينها لم يعرفوا أن ما كان يخفض حرارة الجسم والالتهاب كان حمض الصفصاف.
وجاء "أبقراط" الطبيب اليوناني ليذكر في كتبه أهمية هذه المادة، ويؤكد أن أوراق الصفصاف يمكنها تخفيف الآلام والحمى.
في القرن الـ 18 نجح رجل دين يدعى "إدوارد ستون" في عزل المكونات الأساسية للأسبرين وكتب تقريرا عن كيفية إعداد مسحوق لحاء الصفصاف.. عالج به 50 مريضا عانوا أعراض البرد.. وفي بداية 1800 ميلادية اكتشف الباحثون في جميع أنحاء أوروبا حمض الصفصاف وتمكن صيدلي فرنسي من عزل مكوناته عام 1829، بينما اكتشف هيرمان كولبي حمض الصفصاف الصناعي عام 1874.
أما الأسبرين الذي نعرفه بشكله الحالي ونستخدمه فقد استخدم أواخر عام 1890 على يد الألماني فيلكس هوفان الذي عالج والده به من آلام الروماتيزم، وفي عام 1899 بدأ توزيعه على شكل بودرة للأطباء للعلاج به.. وكان حينها حديث الساعة.
وفي عام 1915 بدأ يباع على شكل أقراص دون وصفة طبية.. وما زلنا نستخدمه حتى يومنا هذا!