توسعة الحرم والمطاف.. في خدمة الحجاج
صدر أمر خادم الحرمين الشريفين ــــ حفظه الله ـــــ بافتتاح المرحلة الأولى من مبنى توسعة المسجد الحرام وساحاته الخارجية التي ستستوعب ما يقارب نصف مليون مصلٍ، ومن المتوقع اكتمال أعمال التوسعة في شهر رمضان القادم ـــ بإذن الله ــــ، كما صدر أمره الكريم بافتتاح المرحلة الأولى من مشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف، حيث يشهد الحرم المكي أعمالاً ضخمة تخصُّ خدمة الحجاج والمعتمرين من مشاريع توسعة وتطوير شملت كل ما يخدم ضيوف الرحمن، وييسر لهم إتمام مشاعرهم في أجواء إيمانية وروحانية آمنة ومطمئنة، وهي مشاريع حيوية تضع مكة المكرّمة في مقدمة المدن الأكثر نمواً وتطوراً، فضلاً عن عمليات شق الطرق وبناء الجسور وتوفير الخيارات السكنية وسواها مما يصعب حصره.
إنه مشروع ضخم يجري إنشاؤه الآن في الحرم المكي الشريف لتوسعة المطاف وزيادة طاقته الاستيعابية، ورصدت الدولة له مبالغ ضخمة؛ بل جعلت من سرعة الإنجاز مطلباً أساسياً في عقد الإنشاء لاعتبارات كثيرة، أهمها: إنه سيحل ــــ بإذن الله ــــ مشكلة الزحام في مواسم الحج ورمضان، حيث ترتفع أعداد الحجاج والمعتمرين وتتضاعف الجهود لخدمة ضيوف بيت الله الحرام، وفي حين أن الطاقة الاستيعابية الحالية أقل من المطلوب تحقيقه بكثير، لذا فإن التوسعة غير عادية؛ بل هي شاملة للرواق القديم المحيط بالصحن مع تشييد إنشائي جديد يمكّن من الاستفادة من كل المساحات من الناحية الهندسية وفق أفضل الحلول العملية وبمراعاة الناحيتين الفنية والجمالية؛ وخصوصا في الطراز المعماري للحرم المكي.
إن مشروع الملك عبد الله لإعمار مكة المكرّمة، الذي أعلن تفاصيله أمير منطقة مكة المكرّمة يتضمن تطوير الأحياء العشوائية في مكة المكرّمة، ومخطط إدارة التنمية الحضرية، ومعالجة أوضاع ازدحام حركة السير والمشاة في العاصمة المقدّسة والمشاعر، وذلك باستكمال الطرق الدائرية، وإيجاد محاور جديدة لسرعة تفريغ المسجد الحرام، مع بناء المواقف المتعدّدة الوسائط عند تقاطع الطرق الدائرية مع الطرق الإشعاعية، إلى جانب تنفيذ مسارات للقطارات الحضرية وربطها بمسار قطار المشاعر، حيث سيتم تنفيذ هذا المشروع الضخم على مدى ست سنوات.
إن رغبة خادم الحرمين الشريفين في تطوير مكة المكرّمة تنبعث من إيمانه العميق بمقتضيات واجبه كزعيم إسلامي نذر نفسه لخدمة الحرمين الشريفين، ولقد اعتاد ـــ حفظه الله ــــ أن تكون مشاريعه منظومات تنموية متكاملة الخدمة والحلقات، وهذا ما يحدث الآن في إعمار مكة المكرّمة، وفي التوسعة الأكبر على مر التاريخ بكل مستلزماتها وآلياتها التطويرية الحديثة، وأن توسعة الحرم المكي الشريف خيار اقتصادي واستراتيجي مهم وقرار تاريخي له آثاره الاقتصادية الواسعة.
إن أعداد القادمين للحج والعمرة تتزايد من عام إلى آخر، وهذا النمو يتطلب زيادة متوازية في خدمات الإيواء بجميع صورها، التي يقدمها القطاع الخاص، الذي ينمو عادة كردة فعل للنمو في الطلب، فقطاع الأعمال العامل في منطقة الحرمين الشريفين يتجاوب بسرعة مع التوقعات الحقيقية للنمو في الطلب، وهذه تتحقق واقعاً؛ لأن الدولة من جانبها تقوم بالاستجابة الجادة والسريعة للنمو في عدد المعتمرين من خلال التوسعات في الطاقة الاستيعابية للحرمين والتجهيزات اللازمة من طرق وأنفاق وغيرها. فمثل هذه التوسعة ستضمن ـــ بإذن الله ــــ النمو المتوازن لأعداد الحجاج والمعتمرين، وهو هدف في حد ذاته، كما ستدعم اقتصاد الحج والعمرة، ما يجعل توقعات النمو حقيقية ويعزز الثقة التي تحتاج إليها استثمارات القطاع الخاص.