خصخصة المطارات في السعودية

يعكس مطار العاصمة في اقتصاد ما صورة عن البلد نفسه. منذ سنوات كثيرة وأنا أسافر عن طريق مطار الملك خالد، ولاحظتُ حدوث تغيرات جيدة مثل صالات الانتظار والمطاعم، لكن ما زال الطريق طويلا جداً وهناك أشياء كثيرة لا بد من عملها لإصلاح صورة مطار الملك خالد، الذي لم يتم تحديثه منذ 30 سنة.
هناك نحو 17.5 مليون مسافر عبروا مطار الملك خالد العام الماضي مقارنة بـ 57 مليون مسافر عبروا عن طريق مطار دبي. لكن تظل مطارات دبي وأبو ظبي وقطر وحتى البحرين، بلا مقارنة، أنظف كثيراً وأكثر تنظيماً وشمولاً. في كل مرة تكون هناك رحلة إلى أحد بلدان جنوب آسيا، تجد مئات المسافرين خارج المبنى الرئيس للمطار ينتظرون لفترات طويلة. وإذا كنتَ تسافر قبل رمضان بأيام أو أيام قبل عيد الأضحى، فإنك تتمنى لو أنك لم تسافر أصلاً، لأن هناك دائماً طابوراً طويلاً غير منظم يحاول الدخول من خلال جهازين للأشعة فقط، حيث إنه لا بد أن تمر جميع الحقائب من أحد هذين الجهازين.
في معظم البلدان المتقدمة لا يتعين على أي مسافر أن يأخذ معه بصورة شخصية حقائبه لتمر داخل هذه الأنواع من الأجهزة، على اعتبار أن هذا يتم بصورة أوتوماتيكية بعد أن يسلم المسافر الحقائب إلى المطار أثناء تسلّم بطاقة صعود الطائرة. كما أن هناك مسألة أخرى تتطلب الاهتمام، وهي نظافة الأرضيات ودورات المياه. إن ما يجعل البلد متطوراً هو مستوى النظافة والترتيب في الأماكن العامة.
أدعو كبار موظفي الدولة، وكبار الشخصيات إلى استخدام مبنى المطار العادي بدلاً من استخدام المكتب التنفيذي أو الطيران الخاص ليدركوا المعاناة سواء مع الخدمات العامة والترتيب أو النظافة أو الإدارة.
من المقرر بناء صالة خامسة في المطار، على الرغم من أن الصالة الأولى من المطار غير مستخدمة حتى الآن! ولدى مطار الملك خالد مساحة مخصصة من الأرض تعتبر من أكبر المساحات في العالم، وهي تبلغ تقريباً نصف مساحة البحرين. لكن الحجم ليس هو المهم دائماً، وإنما الجودة والنوعية.
عند وصولك إلى المطار تجد دائماً رائحة دخان السجائر الكريهة، التي تجعل القادم لأول مرة يشعر بأنه لم يصل إلى أحد أقوى 20 بلدا من حيث الاقتصاد. والانتظار الطويل المرهق عند الجوازات يشعرك كأنك في أحد بلدان العالم الثالث.
أخيرا، لا بد من خصخصة إدارة جميع المطارات داخل المملكة، من أجل تحسين مستوى الخدمة وتقليص مسؤولية الدولة في الإدارة، لأنها لم تستطع النجاح حتى الآن، وأيضا يجب بناء المطارات الجديدة بنظام الـ "بي أو تي" (بناء، تشغيل ثم الإعادة) كي نضمن الجودة والتقنية.
تقبل الله صالح أعمالكم وعيدكم مبارك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي