علِّموا أولادكم الطبيخ

فصول لتعليم الأولاد والبنات فنون الطهو، ظاهرة جديدة بدأت تنتشر بكثرة في "الولايات المتحدة" وتلاقي إقبالاً كبيراً من جانب الصغار من الجنسين.. هذه الفصول الجديدة تدخل ضمن الحصص الاختيارية في المدارس التي يطلق عليها أحياناً حصص الهوايات، ويتحتم على الطلبة والطالبات الاختيار من بينها، وتضم في العادة اللغات والرقص والغناء والرسم وأعمال النجارة.
والغريب أن فصول تعليم الصغار فنون الطهو تنقسم إلى عدة أقسام، يختار الطالب أو الطالبة منها القسم الذي يميل إليه والذي يمكّنه من تعلم الوجبات أو الأطباق التي يفضلها ويتذوقها أكثر، ومن هذه الأقسام قسم لتعلم الطهو على الطريقة الفرنسية، وقسم آخر لتعلم الطهو على الطريقة الصينية أو التايلندية.
أيضاً هناك أقسام ملحقة بفصول تعلم الطهو، تتيح لمحبي الحلوى تعلم عمل بعض أنواع الحلوى مثل الكيك أو المعجنات بمختلف أنواعها.
ونتيجة للإقبال الشديد الذي شهدته فصول تعليم الصغار فنون الطهو، الشيء الذي جعل حصص الهوايات الأخرى كتعلم اللغات والرقص والغناء والرسم وأعمال النجارة تكاد تخلو من الطلبة والطالبات، انتهز هذه الفرصة المواتية بعض كبار الطهاة في المدن الأمريكية الذين يتمتعون بشهرة كبيرة في مجال إعداد الأطباق الشهية، وبدأوا في طرح مجموعة من الكتب التي تعلم فنون الطبخ والتي يتوجهون بها إلى الصغار من الطلبة والطالبات، وكانت سعادتهم كبيرة لتصدّر كتبهم قائمة أكبر الكتب مبيعاً في "الولايات المتحدة".
وصاحب هذا الرواج في كتب تعليم فنون الطهو للصغار، إطلاق موقع تعليم أصول الطهو على شبكة الإنترنت العالمية في العام الماضي، وهو الموقع الذي أصبح له عدد كبير من الزائرين، والذي يشهد زيادة كبيرة في عدد المشاهدين تصل إلى 93 في المائة من أيام الإجازة الأسبوعية معظمهم من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 و15 عاماً.
هذه الظاهرة لفتت إليها الأنظار بشدة في "الولايات المتحدة" إلى درجة أن قام بعض الباحثين بإجراء بحث على عدد من الأطفال الذين يقتنون كتب تعليم فنون الطهو ويواصلون زيارة موقع تعليم أصول الطهو على شبكة الإنترنت، وتوصلوا إلى أن تعلم الأطفال أصول الطهو قد ساعدهم على تعلم التنظيم والتدبير ومواجهة المشكلات.
الطريف في الأمر أنه عندما توجه الباحثون إلى عدد من الأطفال عن سبب تعلقهم بتعلم فنون الطهو، أجاب أحد الأطفال البالغ من العمر 15 عاماً قائلاً إنه بعد تعلمه أصول الطهو أصبح متأكداً أنه لن يضطر إلى الذهاب للمطعم مع والديه كل ليلة لتناول العشاء ويحرم نفسه من الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر ومزاولة هوايته في اللعب وفي التحدث إلى الأصدقاء والصديقات من جميع أنحاء العالم.
ببساطة: علموا أولادكم الطبخ على الأقل ليعيشوا حياة عزوبية ممتعة، وحياة زوجية متعاونة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي