هل بلدنا مملة ؟!
كنت أخرج صغيراً مع أمي وعمتي رحمها الله بعض صباحات الخميس لسوق الخميس في القطيف، كنت أتجول في السوق، ثم أشتري شيئاً وقد لا أشتري، فلم آتِ أصلاً للشراء، جئت من أجل شيء أنا أكيد من حصولي عليه، جئت للترفيه والتمشية.
في بعض الجمع، أخرج مع أخي لسوق الحمام في الدمام للتجول بين الحيوانات المنزلية، كنت أطلب من أخي أن يشتري لي ولم يكن يفعل، ولكني كنت أذهب معه الأسبوع الذي يليه. مرة أخرى، لم أكن حقيقة أريد أشتري شيئاً، كان هدفي من سوق الحمام مثل هدفي من سوق الخميس، الترفيه. كثيرون مثلي لم يكن وجودهم في السوقين إلا للتسلية، لم يأتوا ليشتروا أو يبيعوا.
في ذلك الوقت لم يكن أحد يشكو، بحجم ما تتردد الشكوى الآن، من أن بلدنا مملة.
في ذلك الوقت، كنت أخرج مع أخي صباح جمع إخرى إلى كوفي شوب في الخبر، كنا نأكل، نشرب القهوة، ونقرأ، مع وجوه أخرى حولنا أصبحت مع الوقت مألوفة، جرايد الجمعة. لم تكن البلد مملة.
كنا نجتمع في بيت والدتي ووالدي رحمه الله من قبل صلاة الجمعة حتى المغرب، نستمتع ببعضنا وبأطفالنا، وما زلنا بحمد الله على هذا الاجتماع، لكن صرنا نبدأ بعد صلاة الجمعة.
لم تكن البلد مملة.
كنت في أيام كثيرة أخرى أذهب لمدينة ترفيه لا تتعدى مساحتها أربعمائة متر مربع، أفرح بسيارات التصادم، كفرحتي بلندن وجنيف وميلان التي زرتها كلها في وقت قريب من وقت ترددي على مدينة الترفيه الصغيرة، وتبقى الفرحة في الحالتين كبيرة. في ذلك الوقت، لم تكن البلد مملة.
كان يأخذني أخي مع زوجته وبناته في بعض الجمع في قاربه الخاص"الماكينة الخضراء" لساعات في جولة داخل البحر. كنا نخرج مع الأقارب كل نهاية أسبوع للكرة والسباحة في البحر. في إجازة الربيع كنا نستمتع بحياة استثنائية في البر. لم تكن البلد مملة.
في الصيف كنا نسافر خارج البلد كما نفعل اليوم، وكما يفعل كل أبناء الدنيا، ونعود من السفر مشتاقين لبلدنا، لا كما نتحدث اليوم عن العودة للحياة المملة..
ما الذي تغير ؟!