أهمية التغيير في حياتك
في الوقت الذي ينصح فيه خبراء الصحة بأهمية إحداث تغيير في حياتنا، هناك كثيرون يخافون منه ويجدون صعوبة كبيرة في اتخاذ قرار بذلك، ربما لأن معظمنا لا يدرك تأثير التغيير الإيجابي في الحياة.
بحسب آراء أساتذة علم النفس فإن إجراء تعديلات جذرية على نمط حياتنا وعاداتنا من أجل إحداث تغيير إيجابي، يتطلب جهدا كبيرا، وحتى يمكن للفرد بذل هذا الجهد الكبير فإن الأمر يتطلب مكافأة على ذلك، تتمثل في أن يكتشف المرء في نفسه مجموعة من الأحاسيس والمشاعر والأفكار والصور التي لم يتعرف عليها سابقا، وهي أمور لا تغني حياته فقط بل تؤمن له في الوقت نفسه أدوات أخرى ليتعايش مع نفسه والآخرين بشكل أفضل.
في رأي المعالجين النفسيين أنه من خلال البحث عن الأوجه المختلفة من شخصياتنا نتوصل إلى فهم هويتنا الحقيقية، وبالتالي إلى الشعور بالسعادة، وأنه من غير شك في الوقت الذي نعرف فيه أوجها معينة من شخصيتنا نغض الطرف عن أوجه أخرى كثيرة أو نتجاهلها بالكامل، ولذلك علينا اكتشاف هذه الأوجه التي تؤلف شخصيتنا عبر تغيير طريقة تصرفنا أو حياتنا بكاملها ومن ثم ننجح في اكتشاف أنفسنا.
تتأتي التغييرات من حاجة إلى استبدال شيء ما في حياتنا وتحقيق ذاتنا، فقد تحدث أمور غير متوقعة كثيرة وتكون السبب في تحفيز التغيير الذي سيساعدنا على اكتشاف أنفسنا بشكل أفضل. وقد تمر بنا أحداث تؤلمنا أحيانا لكنها تتضمن معلومات كثيرة عنا، وتساعدنا على استنباط عِبَر كثيرة، حتى إنها تدفعنا إلى تبني أنماط سلوكية جديدة.
وهناك أوجه من شخصيتنا لا نكتشفها إلا إذا داهمنا خوف شديد أو فرح شديد، فبعض الظروف الخارجية تستجد علينا وتجبرنا على التفكير بجدية وبشكل واع وعلى الرضوخ لاتخاذ قرارات مصيرية.
لكن السؤال هو: لماذا نتردد كثيرا قبل القيام بأي تغيير في حياتنا أو نمط عيشنا؟ لماذا لا نستقبله بذراعين مفتوحتين؟ والإجابة بكل بساطة هي: لأنه عندما نفكر في تغيير حياتنا تطفو مخاوفنا جميعها إلى السطح، وهي التي تردعنا عن تحقيق هدفنا.
فلا تخف من التغيير.. خاصة عندما تجد حياتك تقع في فخ الملل أو الروتين وتحتاج إلى القضاء عليهما.. إننا نذهب في الإجازة من أجل تغيير نمط الحياة اليومية.. ونستبدلها برؤية مناظر جديدة.. ومقابلة أشخاص جدد.. وتغيير نوع الطعام وحتى مواعيده.. ونحن نعود من الإجازة أكثر إقبالا على الحياة.. والتغيير نوع من الإجازة ولكن في زمن أطول.. وقد يبين التغيير قدرته على جعلنا أكثر سعادة فنمضي فيه، وقد يستنفد قدرته فنقوم بتغيير آخر.. إن الثبات موت والتغيير حياة.. فغيروا حياتكم.
همس الكلام:
''الشباب يصبح أفضل .. لو جاءنا في سن متأخرة''.