دماء طاهرة
سلام على أرواح شهداء الوطن مع كل شروق نصبح فيه بأمن وأمان وغروب نبيت فيه بطمأنينة وسلام. وقدَّس الله كل قطرة دم سالت من شهيد وجريح أعلى وذاد عن راية الأمة السعودية القائمة على التوحيد والعدالة، نفوس شهدائنا الأزكى وأخلاقهم وقيمهم التي عاشوا واستشهدوا من أجلها الأسمى والأبقى. لن ننساهم ما بقينا فوق الأرض أحياء، ولن نتخلى عما استشهدوا من أجله ما حيينا. دماء طاهرة سالت دفاعا عن حياض أمتنا السعودية التي كانت وما زالت وستظل صوت حق يصدح بالعدالة في زمن ساد الظلام فيه أنحاء المعمورة. بذكر شهدائنا تزكى نفوسنا، وتطمئن أفئدتنا، وتنشط هممنا للعطاء لهذا الوطن العظيم. لن نستطيع أن نرد جميل شهدائنا وجرحانا مهما حاولنا، فما قدموه لا يستطيع مخلوق مكافأتهم عليه، ونسأل الله أن يمن عليهم بالحياة الأبدية في الفردوس الأعلى خالدين فيها أبدا بإذنه ـــ جل وعلا ــــ. وقبح الله الخيانة والغدر ما أنذلها من عمل، شر ابتلينا به ولن نعجز عن رده وردعه في نحور من أرادوا لنا الضعف والهوان والتشرذم. قبل أيام أعلن عن تعرض ثلاثة من رجال الأمن أمام شرطة العوامية "لإطلاق نار كثيف من مصدر مجهول من إحدى المزارع المجاورة مما أسفر عن إصابة ثلاثة من رجال الأمن، حيث تم نقلهم إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم وأحدهم حالته حرجة". هذه الحادثة سبقها كثير من الحوادث الإرهابية والجبانة والتي تستهدف الإخلال بأمننا وأماننا لمصالح جهات خارجية قذرة تأتي في مقدمتها إيران.
ما أقبح الصمت عن قول الحق وإعلاء الصوت به، وما أجبن الهمز واللمز بما يبرر كل فعل خائن يصب في المحاولات البائسة واليائسة لزعزعة أمن هذا الوطن الصامد بشجاعة وبسالة رجاله الأوفياء المخلصين. حسن الصفَّار نموذج بين للأصوات التي تدس السم في العسل والتي تنطق بكل شاردة وواردة في المنطقة والعالم، إلا أنه يعجز عن تخصيص ولو جزء من حديثه لتجريم فعل إرهابيي العوامية بكل صراحة ووضوح. نقد لاذع للوبيات تجارة الأسلحة الأمريكية، وصمت مطبق على وضاعة فعل دولة إيران بالقيام بتغريق المنطقة بالأسلحة والمخدرات والإرهاب والجنون والحمق بكل أنواعه وألوانه. نقد سخيف لاستيراد الأسلحة وصمت مريب على التهديدات والتدخلات الإيرانية في المنطقة. انتقاد للوضع الحدودي لدول المنطقة وصمت على احتلال إيران للجزر الإماراتية. سخط يبديه الصفَّار على تأجيج الدول العظمى للتوتر في المنطقة، وصمت مشمئز على أفعال إيران وحزب حسن نصر الشيطان اللذين يعلنان جهارا نهارا وعلى شاشات القنوات الفضائيه دعمهما لكل إرهابي مجنون في المنطقة. قمة التدليس وقمة الاستخفاف بعقول الناس وقمة الاستفزاز. الصفَّار يعلق في موقعه وينتقد كل شيء، سوى الأعمال الإرهابية في العوامية.
الصمت عن قول الحق تجاه ما يحدث في العوامية دلالة على أحد أمرين، أما رضا بما يحدث من أعمال إرهاب وقتل وإجرام، وإما جبن وخوف من قول الحق، وكلاهما لعمري من القبح ما يكفي لأن يسوِّد وجه الصامت. الصمت عن قول الحق تشجيع مبطن لأعمال الإرهاب والإجرام في العوامية. نعم، أيام معدودة تفصلنا عن تطبيق الإرادة الملكية الكريمة لمحاصرة ومحاسبة المحرضين على الفتنة. محاسبة المحرضين على الفتنة حق للجميع ومطلب وطني ننتظره بلهفة، لنرتاح من كل صوت قبيح يحرض أو يبرر أو يغمز ويلمز نحو التحريض أو التبرير للمجرمين والإرهابيين.
لن ننسى شهداء وجرحى الوطن أبدا فنحن نحبهم وسنربي أبنائنا على حبهم والاقتداء بهم، فهم خيارنا وبفضل الله ثم بفضلهم بلادنا تنعم بالأمن والاستقرار. لن تنجح المحاولات والمؤامرات الأجنبية القذرة في زعزعة هذا الوطن مهما كانت الدسائس والمؤامرات. رايتنا الأعلى والأبقى والأعز. ستظل بلادنا ملاذا لكل مظلوم كما سنظل سدا منيعا في وجه كل ظالم معتد. وعلى من لا يعجبه نهجنا أن يعلم، أن حقده وشره لن يقضي على أحد سواه.