حق يراد به باطل

لا يختلف عاقل مع من يقول إن اختلاف وجهات النظر يجب ألا يكون سببا في القطيعة والنزاع، ولكن بلادنا ستحارب وبكل ما أوتيت من قوة كل من يستغل حرية الرأي التي تضمنها بلادنا لشق صف الوحدة الوطنية، وإثارة الفتنة الطائفيه، وتحويل بلادنا إلى بؤرة صراع لمصالح دول أجنبية تأتي في مقدمتها إيران وإسرائيل ومن يدور في فلكهما. ولا يعارض ذو عقل راجح تعزيز حرية الرأي وبجميع السبل المتاحة، ولكننا لسنا من السذاجة لأن يستخدم أحد حقا لتحقيق باطل وفتنة لن يسلم أحد من نيرانها متى اندلعت واشتعلت. بلادنا أصلب وأقوى من أن يتذاكى عليها كائن من كان، وبلادنا أحصف من أن تستغل أو تخترق من صاحب هوى خبيث أو عقل منحرف أو مأجور صاحب أجندة شيطانية. حرية الفرد في تبني ما يريد من فكر لا تعني بأي حال من الأحوال السماح له بأن يضلل أحدا، أو ينشر ما من شأنه تأليب الشباب على أوطانهم ومواقفها الشجاعة وخططها وتوجهاتها السامية، بلادنا لن تسمح لأي فكر خبيث أن ينتشر خارج عقول معاول الهدم والفتنة، لن نسمح بذلك مهما مكر وتآمر أعداؤنا والمتربصون بنا.
البعض ينتقد انعدام الاستعداد والقابلية للتعاطي مع اختلافات الرأي في بلادنا، ويدعي أنها سبب في النزاع. ولا أعلم عن أي نزاع يتكلم هؤلاء، ولكنني متأكد أن النزاع الذي يرونه لا يدور في مكان خارج عقولهم الخربة. نزاع يسعون هم لإحداثه بأيد إرهابية مأجورة لا تقيم وزنا لأي قيمة إنسانية، أيد ملطخة بالدماء، تديرها عقول ملتوية لا ينفع معها طبيب ولا دواء. قاتل الله دعاة الفتنة ما أقبح أقوالهم وأفعالهم، قوم سخروا وقتهم وعقولهم في محاولات بائسة وفاشلة لهدم أوطانهم، وهم لا يعلمون أنهم لا يهدمون سوى أنفسهم. البعض أسس لنفسه مواقع في الإنترنت لتمجيد أفعال من يصرحون ليل نهار وعلى شاشات القنوات الفضائية بعدائهم لبلادنا، ليس لشيء سوى لأن بلادنا منارة لقول الحق مهما كانت العواقب والثمن. إن سياسة الوقوف مع الحق التي تنتهجها بلادنا ليس الغرض منها تحقيق مكاسب سياسية قصيرة الأمد، أو مكاسب اقتصادية محسوبة العوائد، بل هو نهج أخلاقي متجذر في نفوس قادتنا وشعبنا ولا حياد عنه مهما كانت العواقب والنتائج.
لم يبق الكثير لتطبيق الإرادة الملكية بمحاسبة ومحاصرة المحرضين على الفتنة وتقديمهم للمحاكمة. أصوات تريد لنا الضياع في لجة من الفتن، أصوات هدامة لا تريد لنا الخير ولا تجيد سوى دس السم في العسل. بتطبيق الإرادة الملكية نستريح منهم ونرتاح من ضجيجهم. تلوثت أسماعنا بما يكفي، وأصابنا الصداع مما يرددونه من أكاذيب، حان وقت إسكاتهم بتقديمهم للعدالة، وذاك يوم لعمري قرب أجله.
السلام والرحمة على كل قطرة دم سالت دفاعنا عن بلادنا ومقدساتها ومكتسباتها وإنجازاتها. لن ننسى شهداءنا ما بقينا على الأرض، ولن نقصر أبدا في خدمة وطننا الذي من أجله استشهدوا وجرحوا. بلادنا صوت للحق، وملاذ لكل مظلوم وملجأ لكل من اعتدي عليه. لن يضرنا تآمر ومكر إيران ومن يدور في فلكها، وليس لهم منا سوى التصدي لمؤامراتهم ومكرهم الذي سيغرقون به عاجلا. ليت هؤلاء الأشرار يعتبرون بمن سبقهم من قبل. ليتهم يقرأون التاريخ ويتدبرونه، فدول الشر تزول، ولا يبقى إلا الخير على الأرض. رجال أمننا يقضون لا ينامون الليل حفاظا على بلادنا، لهم منا الشكر والتقدير والامتنان والدعاء أن يسدد الله خطاهم ويحفظ بلادنا من كيد الكائدين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي