إليكِ مدرستي مع التحية !
عندما هممت بالذهاب الى مدرسة الحويلات الإبتدائية حسب طلب إبني والتي تولى مهمة التقديم لإذاعة صباح الأمس. وفي أثناء طريقي لهذه المدرسة التي تقبع على شاطئ البحر حيث تكاد أن تتعانق أمواج الخليج العاتية مع بحور العلم بها، في هذه الأثناء جرّتني الذكرى لعشرين عاما مضت ولأيام خولي جميله, عندما كنت طالبا ومشاركا بإذاعة مدرستي القديمة. لن أطيل عليكم، فعندما دخلت الى ساحة الطابور الصباحي ألقيت التحية لمن حولي بصوتٍ خافت وإستمعت لهذه الإذاعة, حيث كان الجميع مدرسين وطلبة في موقف مهيب، كهيبة ذلك البحر الذي تُطل عليه تلك المدرسة .
استمعت لإبني عبدالرحمن، والذي تجاوز السادسة بقليل، وهو يلقي كلمته "مع إشراقة هذا الصباح" يلقيها بثقه عالية، زرعها فيه أساتذته الكرام والذين حملوا على عواتِقهم أمانة كبيرة لرسم مستقبل هؤلاء الصغار ليكونوا لَبِنات صلبة لمجتمع متعلم يقود المستقبل بكل ثقه وإقتدار لخدمة وطن غالي على قلوبنا جميعا. لقد وجدت الى جانب الإخلاص في العمل، النصح والإرشاد لهؤلاء الصغار، قال تعالى (فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون) القصص 12.
في هذه الأثناء وقفت لبرهه من الزمن لأتذكر خلالها كل أساتذتي الذين خطٌوا بأيديهم مستقبلي فكان جزاؤهم مني هو دعوة لهم في ظهر الغيب ما استطعت ! بالأمس شاهدتُ في هذه المدرسة كل فنون الحب، والإحترام، والتقدير، والأخلاق الحسنة، كان الجميع من منسوبي هذه المدرسة يُلقون التحية لنا كآباء والإبتسامه لا تفارق محياهم ,وكأننا ضيوف في منازلهم، وليس لأننا أولياء أمور للطلبة، شكرا لمدرسة الحويلات، وشكرا لمُدرِسيها الكرام، حيث لمسنا بصماتهم في فلذات أكبادنا.
شكر خاص للأستاذ بدر العتيبي. وشكر للأستاذ خالد الاسمري .لكم منا ومن أبنائنا خالص الشكر والتقدير. خلاصة الحديث قد يقول قائِل بأن هذا واجبهم، ولكن أليس من العدل والإنصاف أن نشكر من قام بواجبه بكل إهتمام ومهنية عالية !. لقد بحثت في قاموس الكلمات لأنتقي أفضل العبارات، فلم أجد أجمل من كلمة "شكرا" انطلاقا من قوله تعالى (لئن شكرتم لأزيدنكم) إبراهم 7.