معاناة مُسنّه على شواطئ الجبيل الصناعية !
خرجت من سيارة إبنها بتثاقل تجرٌعباءتها الموقرة وتستند على عصا لها قديمة لتساعدها على خَطواتها الثقيلة, أخذت من الحياه حلوها ومرها, وحان الوقت أن ترتاح, كانت ولازالت كالنور الذي يضئ منزل إبنها, تكاد أن تسقط ولكن عناية أحفادها الصغار, وإبنها الرحيم بها تسندها لكي تضع عصاها على رصيف مستوي لتُكمل بقية سيرها.
بدأت تَخطو هذه المُسنه التي أتعبها غُبار السنين , فأصبحت ترى هذه الأمكان الجميلة بمحافظة الجبيل الصناعية كأنها فصوص مرصعة بالذهب, خَطَت خُطوات قليله الى ذلك المكان الذي سبقها إليه إبنها لكي يمد بساط الراحه ليقضي مع والدته وأهله عناء أسبوع كامل مليء بالعمل, والجهد. حيث تمتمت بكلمات, وهي تقول اللهم إفتح له أبواب رزقك واحفظه من كل مكروه.
لم تَكد تلك المُسنه تستوي في مكانها المخصص لها لتتناول فنجال قهوتها, إلا وسيل من الدبابات يقودها مجموعة من المراهقون همهم الوحيد هو كيف يُشبعون رغباتهم؟ غيرُ آبهين بمن حولهم ,فقاموا يجوبون هذه الأماكن المخصصة للعائلات بكل عبث وإستهتار, مما جعل تلك المُسنه تضع يدَيها على أُذنيها وهي تُطالع في إبنها وكأنها تقول له من المسؤول ؟.
قام ذلك الإبن البار, لكي ينهرهم ,ولكنّهم ولوا مدبرين بعد أن سلقوه بألسنة حداد, وغير مكترثين لما حدث ! سألت تلك المُسنه إبنها عن ذلك فرد عليها بأنهم مراهقون على دراجاتهم فقالت بعفوية الكبار, الله يهديهم ! وما كاد حوارها مع إبنها ينتهي, إلا ومراهق آخر ينطلق بين العائلات رافعا صوت دراجته للحد الذي جعل الناس يمتعضون ويغادرون بهدوء , لم تتحمل هذه المُسنه ذلك الصوت الناعق الذي جعل التنزه يتحول الى همٍ وضجر, فطلبت من إبنها العودة أو تغيير المكان الى مكان آخر أكثر هدوءا, فلبى إبنها طلبها برا بوالدته, وعاد أدراجه إلى المنزل آملا في رحله قادمه أكثر سعادة وخاليه من الدراجات.
إَنّ غياب الرقابة على هؤلاء المراهقين الذين سرقوا أجمل أوقات الناس عند ترويحهم عن أنفسهم, وعائلاتهم , يجعلهم يتمادون ويتكاثرون بشكل يجعل من المتنزهين يغادرون المكان للبحث عن الراحة والهدوء , وكما أسرّ لي الكثيرون فإنهم يأملون من الهيئة الملكية ممثلةُ في رجلها الأول د.مصلح العتيبي , بتوقيف هؤلاء عند حدودهم لكي لا يفسدون على العائلات أجمل أوقاتهم, وحفاظاً على المكتسبات المميزة للهيئة الملكية في خدمة مواطني هذه المحافظة.!