السعودية تجمعنا

في إطار ما يتم طرحه من رؤى وأفكار حول أهمية حماية بناء الدولة ووحدة الوطن والجهود التي بذلها المغفور له الملك عبد العزيز ورجاله - رحمهم الله - في توحيد هذا الكيان المترامي الأطراف المملكة العربية السعودية، الذي يمثل أطيافا مختلفة من قبائل وأفراد من أطياف عالمية تجمعهم جميعا "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، التي جعلت من كل سعودي مسلما. هذا التوحيد والتوحد الذي يتطلب، كما ذكرت في مقالاتي السابقة حول مفهوم بناء الوطن، جهودا عظيمة ومستمرة لضمان تعزيز التوحيد الإلهي ثم الوطن ودعم التطوير والنماء وفق الكتاب والسنة وأساس أن هذا الدين صالح لكل زمان ومكان كما ذكر عن المصطفى - عليه الصلاة والسلام.
إن المنافسة العالمية الشرسة اليوم، التي لم تعد تخفى على أحد وما تصاحبها من سياسات وتوجهات مشروعة وغير مشروعة من دول ومنظمات إقليمية وعالمية تحاول أن تهدم هذا البناء العظيم، كما أن هذه المنافسة لا تخلو أيضا من العديد من المكائد والدسائس ومحاولات الزعزعة والعملاء الذين لا يهمهم وطن أو وحدته، إنما تحركهم مصالحهم الخاصة، وهي الأقل خطورة، والأخطر منهم من تحركهم معتقداتهم وانتماءاتهم لدول ومذاهب لا ترى في النموذج السعودي العربي الإسلامي عالمي الطموح النموذج الذي يجب أن يبقى لأن السعودية - في نظرهم - تمثل آخر وأهم معاقل الإسلام السوي المتزن، لهذا فإن القضاء على هذا النموذج الذي سيفتح الباب على مصراعيه لتغيير العالم نحو النموذج الذي تعمل عليه المنظمات اليهودية ومن يدور في فلكها من منظمات ودول وأفراد وهم يعلمون أن العلاقة الأقوى بين الإنسان وربه هي علاقة التوحيد لقول الله - سبحانه وتعالى "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء". إن هذا الشرك هو الذي أخرج المسيحيين من عبادة الله، وهو أمر معلوم لدى اليهود ومعلوم أيضا أنهم هم من سعى خلف المسيحيين حتى أوقعوهم في الإيمان بأن الله - سبحانه وتعالى - ثالث ثلاثة وفي السياق نفسه يعمل اليوم منذ ظهور الإسلام وانتقال الوحي والنبوة والرسالة منهم إلى العرب على إيقاع المسلمين في الشرك بالله من خلال الادعاء بألوهية علي بن أبي طالب ـــ رضي الله عنه وكرم وجهه ـــ وهو ما أشاع به اليهودي عبد الله بن سبأ ثم أصبح ضمن أجندة الفرس انتقاما من المسلمين، خصوصا الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم، ولعل تسميتهم أهم الطرق في العديد من المدن الإيرانية باسم أبي لؤلؤة المجوسي خير شاهد على هذا الحقد الفارسي المجوسي الدفين، غير سبهم الصحابة وأمهات المؤمنين وغيرها مما لا يغيب فهمه على كل فطين، ولعل ما أوضحه حسين المؤيد في لقائه مع الأخ الإعلامي عبد الله المديفر قبل أسابيع ما يوضح هذه العلاقة الملتصقة والمتحدة بين الشيعة في إيران ومن يواليهم واليهود وبرنامجهم التدميري لكل ما يرتبط بالعقيدة الإسلامية السليمة التي ترعاها وتحتضنها المملكة بكل أطيافها من قيادة وعلماء ومواطنين.
إن ما تعيشه اليوم المملكة من توجه نحو بناء أكثر وضوحا لمستقبل الدولة والتأكيد على تلاحمها ووضوح رؤية قيادتها لمتطلبات المستقبل وحرصها على أن تبقي السعودية هي الجامعة والمانعة لكل من يحاول الإساءة للإسلام والمسلمين بأي شكل من الأشكال مهما تطلب ذلك الأمر من إجراءات حتى وإن تطلب ذلك تدخل الجراح الماهر لبتر بعض الأعضاء لسلامة بقية الجسد وضمان سلامته وعافيته وصحته فإن الأمر مشروع وهو ما تحاول القيادة السعودية اليوم إظهاره للجميع بأنها تعمل من أجل مستقبل مشرق لإنسان ومكان السعودي أولا ثم العالمين العربي والإسلامي ثانيا ثم العالم أجمع، ومع قناعتي بأن كل ما يجري اليوم هو خطوة من خطوات إصلاحية عديدة تم القيام ببعضها، فإن هناك خطوات أخرى كثيرة على كل المستويات يجب القيام بها لضمان الخروج برؤية واستراتيجية وبرنامج ومشروع سعودي متكامل الأركان لا يجامل لا أفرادا ولا مؤسسات ولا دولا من أجل تحقيق استمرار ونمو وبناء وحدة المملكة التي حققها المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - الذي لم يجامل في تلك الوحدة أحدا في زمن لم تكن السعودية بمثل ما هي عليه اليوم من قوة ومكانة عالمية ومع ذلك صارع من أجل توحيد وحدة هذا الوطن على كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" بالقول والفعل والعمل والبناء والتنمية والعطاء، هذا العطاء والتنمية التي احتفت المملكة ببعض إنجازاتها تتطلب الاهتمام باستمرارها والحفاظ عليها ووضع البرامج التي تقوي من تحقيق أهدافها. وللحديث بقية عن أدوات البناء ومعاول الهدم مع تقديم نماذج لذلك، خصوصا بعد المشاركة والاستماع لما دار بين عدد من المشاركين في المنتدى العالمي للتنمية وما يحاك من توجهات (مؤامرات) لعالمنا المغيب، وأخيرا وفق الله الجهود التي تعمل من أجل وطن سعودي الانتماء وعربي اللسان وإسلامي المعتقد وعالمي الطموح.

وقفة تأمل :

وأحيا بظلّ ",,,," الأمل
وأنسى الجراح.. وسود الصور
يطلّ الصباح فيسعدني
ويأتي المساء فيحلو السّمر
وأعشق ليل الخريف الكئيب
وتسعدني رشرشات المطر
ربيع وأجمل به من ربيع
وفي ليل صيفٍ يطيب السهر
أعيش وكلي رضاً بالقضا
وأصبر عن خافيات القدر

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي