ماذا ننتظر إذا هدرت كرامة الطفل ؟!
جميع الدراسات والبحوث تتفق على أن الإبداع والإبتكارية تحفظ في الطفل عندما تحفظ له كرامته، فلا ننتظر من الطفل أن يكون مبدعاً في دراسته وفي مستقبله بعد ان هدرت كرامته، وعندما نقول "هدرت كرامته" ليس بالضرب المبرح فحسب بل في نمطية تربية الوالدين والبعد بسبب أو بآخر عن الابناء ليكون هناك طفل عادي كسائر الأطفال لا يخلو من ممارسات خاطئة بعيداً عن الإبداع والإبتكارية.
كما يجب على الأب ان لا يغفل عن الشورى الملزمة لأسرته واطفاله - بمعنى الإستشارة واطاعتهم بالأمر - ليجدوا ذواتهم في محيط أُسرهم فبالتالي سيفرضوا ذواتهم في المجتمعات المحيطة بهم، كما أن همسات الأمهات في اذان أطفالها في غرف نومهم تصنعهم أبطال المستقبل. فكلما كانت الأم قريبة من اطفالها وقت النوم كلما شعروا بالأمان والطمأنينة.
يقول الدكتور ابراهيم الخليفي ان الإبداع يولد في الطفل في المرحلة الإبتدائية وتحديداً في "ثاني ابتدائي" اذا كان موهوباً، أي من 3% إلى 5% من الأطفال هم الذين يبقون موهوبين ومبدعين. وهذا ما يدفعنا الى حالة التنمّر التي يعيشيها الأبناء بعد سن الخامسة عشر لإثبات شخصيته ليضعك امام الأمر الواقع شئت ام أبيت، فقبل وصولة لهذه المرحلة المصحوبة بالمشاكل يجب ان يتدخل الوالدان لمساعدته في اختيارها الإختيار الصحيح. أيضاً لا نغفل عن دور الجامعة الكبير فمعظم الجامعات لدينا تعيش في عزلة بعيدة عن الإحتكاك بأسر الطلاب ذوي السلوك المنحرف ولا يشاركون في برامج الأسرة وغيرها من البرامج التي تعود بالنفع وتوعية الأسرة والأبناء على حد سواء.
ما دعاني إلى كتابة هذه المقالة هو أن نسبة كبيرة ممن دخلوا السجن بقاضايا مختلفة هو ناتج تعامل آبائهم العنفوي معهم في طفولتهم ومراهقتهم حيث بلغت نسبة المسجونين ناتج العنف الأسري 67% في عام 1434، فقد يكون الأب من المحافضين ولا توجد له ممارسات خاطئة وقضايا سابقة ولكن بسبب تعامله العنيف لأبنائه ولّد فيهم روح الجريمة والعقوق الذي بداء يتنامى بشكل كبير ففي العام نفسة وُجد عدد 1200 حالة عقوق.
اخيراً : لنصنع أبناء وجيل مبدع فكلما أحترمت الطفل أكثر أحترمت عقله، وكلما بنيت المسئولية والثقة في نفوسهم كلما ابدعوا فالنجاح وحدة لا يكفي للوصول إلى الإبداع والإبتكار، وأحذر عزيزي القارئ من التغييرات الأسرية فكلما جاء التغيير من الداخل يكون بنّاء وكلما جاء التغيير من الخارج يكون هدّام.