الإمارات تعري منظمات الإرهاب

دين الله بريء من الكراهية، بريء من الإرهاب. إنه دين الرفق والرحمة والتسامح، ويجب ألا نسمح لشرذمة قليلة منحرفة من الإرهابيين بالإساءة إلى الإسلام، وتشويه صورة المسلمين. إن الرصاصات التي تقتل النساء والأطفال وتروع الآمنين وتخرب المجتمعات، لا تنطلق من البنادق بقدر ما تنطلق من فكر منحرف أساء فهم ديننا العظيم ومقاصده النبيلة". بهذه الكلمات الجلية، وضع خادم الحرمين الشريفين، في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة في كوالالمبور عام 2003م، النقط على الحروف، وأشار بعين العارف الخبير، إلى مكمن الجرح، وبؤرة المرض، وساس البلاء، إنه "فكر منحرف، أساء – بقصد - لديننا العظيم وخُدع به "شرذمة قليلة منحرفة من الإرهابيين" الجهلة الضالين، الذين جرى التغرير بهم من قبل دعاة أخبر عنهم رسول الهدى صلوات ربي وسلامه عليه، حين وصفهم فقال: "دعاة على أبواب جهنم"!
إن الحرب على الإرهاب حرب فكرية قبل أن تكون أمنية، لكن هذه الجملة مضللة أيضا! فمجابهة الفكر الخبيث لا تكون بالفكر فقط! حيث حذرنا سبحانه وتعالى من التهاون مع من يحملون وينشرون الأفكار الهدامة فقال عز من قائل: "والفتنة أشد من القتل".
لقد حملت المملكة العربية السعودية، بكل مسؤولية يحتمها عليها دورها ومكانتها القيادية والاستراتيجية في العالمين العربي والإسلامي، التي شرفها وحباها بها، ولما تتمتع به من ثقل سياسي واقتصادي وأمني، حملت بكل اقتدار وبتوفيق من الله، لواء المدافع المنافح عن الدين الإسلامي الحنيف، من كل ما قد يتعرض له من حملات دعائية تشويهية مغرضة، أو كل ما قد يتعرض لمصالح الأمتين العربية والإسلامية، مما جعلها هدفا لأعداء الأمة، وخاصة تلك المنظمات الإرهابية الخبيثة، المتدثرة بغطاء "الإسلام"، فكانت المملكة من أبرز دول العالم المتضررة من الإرهاب، تماما كما كانت ولا تزال في طليعة الدول التي واجهت الإرهاب بكل عزيمة وإصرار طيلة العقود الماضية، وتغلبت عليه أمنيا بكل اقتدار، إلا أن المعركة مع "الإرهاب" لا تزال طويلة، كما وصفها حكيم الأمة، خادم الحرمين الشريفين، لأنها معركة فكر خبيث تغلغل وانتشر في العالم أجمع، ولم تفتأ المملكة تدرس هذه الحالة الخطيرة التي بدت تنتشر في جسد الأمة، حتى وقعت على ساس البلاء، وبؤرة "الفايروس" الدخيل على جسد ديننا الإسلامي السمح الحنيف، حينها صدر الأمر الملكي التاريخي الكريم في فبراير من هذا العام بأنه: "انطلاقا من مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ الأمة، في دينها، وأمنها، ووحدتها، وتآلفها، وبعدها عن الفرقة، والتناحر، والتنازع، فقد جرى تجريم "الانتماء للتيارات أو الجماعات – وما في حكمها – الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخليا أو إقليميا أو دوليا، أو تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت، أو الإفصاح عن التعاطف معها بأي وسيلة كانت، أو تقديم أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها، أو التحريض على شيء من ذلك، أو التشجيع عليه أو الترويج له بالقول أو الكتابة بأي طريقة". ثم تبعه بيان تفصيلي لقائمة أولية للأحزاب، والجماعات، والتيارات الموبوءة التي تسببت في نشر "الإرهاب" في جسد الأمة الوسطية، شملت القاعدة، وداعش، وجبهة النصرة، وحزب الله في داخل المملكة، وجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة الحوثي. و"كل تنظيم مشابه لهذه التنظيمات، فكرا، أو قولا، أو فعلا". وامتدادا لهذه الحرب المفتوحة على الإرهاب، وبناء على ما تم جمعه من معلومات أمنية واستخبارية عالية الدقة، تبين أن الإرهاب يتدارى خلف منظمات دولية عدة، وأن ما هو ظاهر من مسميات تتكرر في نشرات الأخبار، ليس سوى رأس جبل الجليد. وبعد تدارس، قررت الشقيقة الإمارات، كشف الغطاء عن حقيقة تلك المنظمات المنتشرة في أصقاع العالم التي صنعتها يد الإرهاب، لتختبئ وراءها، بهدف نشر الإرهاب ودعمه، وهو "ما أوجب نشر أسمائها في وسائل الإعلام المختلفة من أجل الشفافية وتوعية كل أفراد المجتمع" بتلك التنظيمات الإرهابية الخبيثة. إن هذه القائمة تأتي امتدادا للقائمة الأولى التي أعلنتها المملكة في وقت سابق، إذ إن كل منظمة من هذه المنظمات على علاقة بشكل أو بآخر بالتنظيمات المعلنة سابقا، إلا أنها تسمت بمسميات أخرى للتضليل والتورية، فجاءت القائمة الإماراتية لتكشف الغطاء عنها، بما يقارب 90 اسما، ومن أبرز هذه الجماعات جماعة الإخوان الإماراتية، فتح الإسلام اللبنانية، تنظيم القاعدة في المغرب، حركة شباب المجاهدين الصومالية وغيرها، ولأهميتها سأتناول أبرزها في قادم الأيام بمشيئة الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي