رحم الله عبدالله وأعان سلمان

رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز رجل المواقف والسياسي المحنك والمؤسس الثاني للمملكة العربية السعودية، الذي قل أن يجود الزمن بمثله رائدا للنهضة وقائدا شعبه في أحلك الظروف، والملك عبدالله صاحب مبادرات كثيرة لا تتسع لعدها صفحات، لكنه منذ كان وليا للعهد قدم مبادرة عربية لحل القضية الفلسطينية ومبادرات الحوار المحلي وحوار الأديان وفتح العشرات من مؤسسات التعليم العالي وابتعث مئات الألوف من الطلاب، وشجع العلم والعلماء وبنى شبكات الطرق والقطارات والمترو والملاعب والجامعات، فكان بحق المؤسس الثاني، حيث ثبت في عهده أننا بلد مؤسسات مستقر وعلى الرغم من الحزن الشديد عند السعوديين فقد قطعوا أي فرصة للكلام بمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقد دعا خادم الحرمين الشريفين لمبايعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد.
ومع إعلان وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- يبايع المواطنون الملك وولي عهده في اليوم نفسه فهيئة البيعة بايعت الملك سلمان وولي عهده وكله إجراء دستوري حسب نظام هيئة البيعة.
وهكذا قطعت المملكة لسان كل باغ يشكك في الاستقرار والولاء الذي يكنه المواطنون السعوديون لقادتهم، فأيدي السعوديين اليوم تترحم على الملك عبدالله وتبايع الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز -وفقهما الله-.
الحمد لله على نعمة الاستقرار التي لا تنسينا حزننا على قائد عظيم ووري الثرى، ولم يبق لنا إلا الدعاء له أن يسكنه الله جنته بما بذل لشعبه من وقت وجهد وحب صادق عبر عنه في كل مناسبة يظهر فيها.
يعرف السعوديون جميعا أن سياسات المملكة ثابتة بعيدة التدخل أو الصدام، لكنها تؤكد في سياستها الثابتة أنها لن تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها أو تهديد استقرارها ولذلك مع بيعة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز لن يتغير شيء في السياسات القائمة للمملكة العربية السعودية وعلاقاتها الثابتة المرسومة والمعلنة التي تعتمد نظما مؤسساتية تحكم كل متغير في الحكم ويرجع الفضل في نظام هيئة البيعة للملك عبدالله -رحمه الله-.
يوم الجمعة بعد صلاة العصر صلى السعوديون على الملك عبدالله وفي مساء اليوم بعد العشاء تكون أول أيام البيعة أعان الله الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده وأنزل الله شآبيب الرحمة على ملكنا الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي