قطاع السياحة من أولويات التحول الوطني
قطاع السياحة في المملكة ينقسم إلى سياحة دينية (ولن أتناوله اليوم) وسياحة ترفيهية وكتب عنها مقالا كاملا الاقتصادي د. فهد بن جمعة في جريدة الرياض (عدد 17347 الثلاثاء 21 ديسمبر 2015) بعنوان "تنمية السياحة الترفيهية".
أتوقع زيادة فرص السياحة الداخلية الترفيهية في المملكة مع عدة عوامل:
• ارتفاع تكلفة السفر خارج المملكة من طيران وفنادق وغيره. • زيادة عدد الإجازات المتاحة وقصر مدتها (باستثناء الإجازة الصيفية التي تتقاطع مع شهر رمضان المبارك حتى عام 2019). • الزيادة السكانية المطردة وبالتالي حجم الطلب على السياحة بشكل عام.
إذن ما المشكلة الحقيقية في قطاع السياحة بالمملكة؟
هناك أسباب بدهية وأسباب أقل بدهية لكن دعونا نأخذ نظرة لنحلل من خلالها الخلل الموجود.
الأسباب البدهية:
• ركاكة البنية التحتية من طرق ومواصلات فمثلا طريق السفر من جدة إلى الرياض بالسيارة لمسافة ألف كيلومتر في صحراء ليس فيها فنادق أو منتجعات أو استراحات مغرية يثبط حركة النقل بين المدينتين. وفي منتصف الطريق تقريبا نجد محمية سجا وأم الرمث بشكل غير مستغل سياحيا. ورغم اتساع رقعة الطرق المعبدة إلا أن كثيرا منها يفتقر إلى الجودة والأمان المروري فضلا عن جمال المنظر والخدمات العامة. أيضا أصبح من الضروري إنشاء خط قطار واحد على الأقل يربط بين المدينتين ويخفف الضغط على خطوط الطيران وييسر على المسافرين عناء الرحلات المؤجلة وتكاليف التذاكر التي سترتفع أسعارها بداية من عام 2016.
• قلة عدد الفنادق والشقق السياحية في الأماكن السياحية. تنقسم الوحدات الفندقية إلى غرف فنادق أو شقق سكنية / فندقية مفروشة ومخدومة. لنعترف أننا السعوديون نسافر في مجموعات كبيرة سواء عائلية أو شبابية، والغرف الفندقية لا تناسب أكثر رواد السياحة الداخلية ولذا نجد أن الشقق السكنية والفندقية أكثر ازدهارا. • قلة عدد رحلات الطيران بين المدن الرئيسة وهذا لا يحتاج لرأي الكاتب بل نظرة سريعة على الأرقام وكل مسافر له قصة يرويها. • انخفاض جودة الخدمات المقدمة لمجمل الشرائح، فنجد العمالة الوافدة غير المدربة جيدا وهي تهيمن على خدمات القطاع ناهيك عن انخفاض السعودة الفعلية في مختلف الوظائف المساندة ما يخفض القيمة المضافة اقتصاديا.
بالنسبة للأسباب الأقل بدهية:
• أقولها، وبأسف، عدم توافق المعروض من المرافق مع شريحة المواطنين الراغبين في السياحة الراقية، ورغم وجود بعض الفنادق الجيدة أو الممتازة إلا أن أسعارها تضاهي فنادق دبي والمدن العالمية. إضافة إلى ذلك فلا توجد مسارح ولا دور سينما ولا فعاليات ثقافية متواصلة على مستوى دولي، ولا متاحف متعددة مع طاقم سعودي احترافي (ما عدا بعض المهرجانات الجميلة مثل الجنادرية وجدة التاريخي ومعارض الكتاب). • سكان المناطق المحلية ليسوا معتادين على استقبال الزوار والسياح من المناطق الأخرى ولهذا نرى كثيرا من السياح يفضل زيارة الأماكن "التي لا يوجد فيها سعوديون"، وهو عذر اشتهر بين السياح السعوديين مع الأسف. • غياب الدور الإعلامي التثقيفي بالإمكانات المتوافرة حاليا، فيصعب على الزائر معرفة تفاصيل كاملة عن المكان والثقافة والبيئة والأسعار ..إلخ.
في برنامج التحول الوطني تم اعتبار قطاع السياحة الداخلية في مقدمة القطاعات الخاصة التي ينبغي التركيز عليها لتنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط وقطاعاته، ودار حوار شيق بين الإيجابي والسلبي، لكن ما اتُفق عليه هو أن القطاع واعد لو تغيرت البنية التحتية وتم دعمه بمحفزات فكرية ومعنوية ضخمة.