سياسيون يطالبون برفع دعاوى «جرائم حرب» ضد إيران و«حزب الله»
طالب سياسيون خليجيون بضرورة أن يكون هناك تحرك عربي لرفع دعاوى أمام الهيئات الدولية ضد إيران وأتباعها الذين يعملون على تنفيذ المخططات الإيرانية الإجرامية ويرتكبون جرائم حرب ضد الإنسانية في العراق وسورية واليمن. وأوضحوا في تصريحات لـ"الاقتصادية" أن قرار الجامعة العربية بإدراج حزب الله ضمن المنظمات الإرهابية يحتاج إلى آليات للتنفيذ على أرض الواقع .. مؤكدين أن قرار الجامعة يبرهن على جدية الموقف العربي تجاه خطورة الحزب الإرهابي.
وقال علي العرادي، النائب الأول لمجلس النواب البحريني، إن التدخلات الإيرانية في البحرين وبعض الدول العربية لا تزال مستمرة، وإن الأجهزة الأمنية في البحرين نجحت في إحباط عديد من المخططات الإجرامية التي كانت تستهدف أمن واستقرار البحرين وكان آخرها في كانون الثاني (يناير) الماضي.
وأضاف أن حزب الله ظل يتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين من خلال تهريب الأسلحة والمواد المتفجرة لفئة ضالة بغرض زعزعة الأمن والاستقرار، وكل ذلك بإيعاز وتوجيه من إيران. وأفاد بأن قرار الجامعة العربية يحتاج إلى آليات لتنفيذه حتى تلمس الشعوب العربية نتائجه على أرض الواقع ومن أجل وقف التدخلات الإيرانية في الدول العربية، التي من بينها البحرين.
وأوضح ناصر الفضالة نائب الأمين العام للمنبر الوطني الإسلامي، عضو مجلس النواب البحريني سابقا، أن قرار الجامعة العربية ليس كافيا لمحاربة هذا الحزب المتطرف الذي يسعى إلى زرع الطائفية في البلدان العربية بتوجيهات واضحة ومؤكدة بالدلائل من المرجعية الشيعية في إيران، وإنما يجب أن تتحرك الجامعة العربية كممثل للعرب لرفع قضايا جرائم حرب ضد حزب الله وإيران لدى المجتمعات الدولية، باعتبار أن إيران وحزب الله وما يسمى الحشد الشعبي في العراق وبقية الطوائف الشيعية في سورية واليمن ترتكب جرائم حرب ضد الإنسانية.
وأضاف الفضالة أنه يجب أن تكون لدى الجامعة العربية آليات واضحة لتنفيذ هذا القرار وأن تعمل على حصار هذا الحزب ومخططاته الإجرامية المدعومة من إيران .. وتابع: كان من المأمول أن يتم تصنيف وتضمين ما يسمى الحشد الشعبي في العراق ضمن المنظمات الإرهابية التي تقتل وتفتك بالطوائف السنية في العراق. وكان الجعفري يخشى أن يتم ذلك من قبل الجامعة العربية لذا قال إن من يعتبر حزب الله منظمة إرهابية فهو إرهابي. ولكن على الجامعة العربية أن تجتهد في تصنيف الحشد الشعبي وبقية الطوائف الشيعية التي تقتل وتنتهك حرمات السنة في العراق وسورية واليمن ضمن المنظمات الإرهابية التي تجب محاربتها وحصارها.
ودعا إلى أن يكون لوزراء الإعلام في الدول العربية دور في فضح المخططات الإيرانية وحزب الله، فهناك دول عربية لا تزال غير مدركة لخطورة هذه المخططات التي تستهدف السنة وزعزعة استقرار الدول العربية .. متمنيا أن يتم إدراج الفئات التي تقتل الشعبين السوري واليمني ضمن المنظمات الإرهابية التي ترعاها إيران وتدعمها، فإيران لا تخفي ذلك وأعلنته مرارا وتكرارا.
وقال: إذا لم تعقب قرار الجامعة العربية آليات للتنفيذ، فأعتقد أنه سيكون قرارا لمجرد التنفيس، ونحن نعلم جميعا أن ما تفعله إيران هو مشروع طائفي يسعى إلى ضرب الاستقرار في الدول العربية، وهذا المشروع لا تتم محاربته بإصدار البيانات فقط وإنما تجب محاربته بآليات على الأرض وضرب الميليشيات الطائفية الشيعية ضربات استباقية كما حدث في اليمن عندما تم ضرب ميليشيات تتبع إيران وتنفذ مخططاتها الإجرامية وتهدد استقرار المملكة. وأضاف: هذا الإرهاب يجب أن يحاصر ويحارب من قبل الدول العربية وأن تعلم إيران التي تتبنى هذا المشروع أن الدول العربية قادرة وجاهزة لضرب هذه المخططات .. ولا بد من وضع خطة إعلامية لفضح كل هذه المخططات حتى تتثقف الشعوب العربية حول هذه المخططات الإجرامية.
وأوضح الفضالة أن سفارات إيران تعتبر مراكز ثقافية لترويج المذهب الشيعي وتصدير الثورات الإجرامية، وهذا الأمر تجب محاربته بتثقيف للمجتمعات العربية.
من جانبه، شدد مسؤول كويتي ـ فضل عدم الكشف عن اسمه – على ضرورة أن تكون هناك آليات وجهود عربية متواصلة لتجفيف منابع الإرهاب الذي ترعاه إيران وينفذه حزب الله وبقية الطوائف الشيعية في العراق وسورية واليمن.. مشيرا إلى أن هذه الطوائف تحاول أن تكتسب الشرعية في هذه الدول، وهي في الوقت ذاته تحارب الإنسانية.
بدوره، أكد الدكتور عبد الله القباع أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود أن قرار الجامعة العربية باعتبار حزب الله منظمة إرهابية، يدل على أن المنطقة بدأت تشعر بأنه منظمة إرهابية تسهم في زعزعة واستقرار المنطقة العربية، موضحا أن السعودية تعد القائد الرئيس لمثل هذا التوجه الذي لقي ترحيبا وتأييدا كبيرا من كل الدول العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن التصرفات التي يرتكبها حزب الله هي بالفعل إرهابية لا تقتصر على منطقة بعينها، وإنما تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في جميع دول الشرق الأوسط.
وقال القباع لـ "الاقتصادية": لا بد من التذكير بأن حزب الله هو فرع من الفروع الرئيسة التي تعتمد عليها إيران في زعزعة الأمن في المنطقة. وأوضح أن الدول العربية بدأت تحس بشكل واضح أن المنظمات الإرهابية وعلى رأسها حزب الله قد أصبحت تشكل خطرا رهيبا على أمن واستقرار دول المنطقة. وأضاف: من اللافت للنظر في هذا المجال أيضا أن مناورات "رعد الشمال" التي قادتها السعودية وشاركت فيها 20 دولة عربية وإسلامية، تمثل توجها جديدا لمواجهة مثل هذه الحركات الإرهابية وعلى رأسها حزب الله، وأشار إلى أن المناورات بمنزلة إشارة لإيران وغيرها من الدول التي تدعم الإرهاب بأن عليها أن تكف عن مثل هذه الأعمال المخزية.
وتابع: لا شك أن استجابة الدول العربية للمشاركة في "رعد الشمال" وغيرها من المواقف الأخرى قد أصبحت تشكل موقفا جديا وتحذيرا واضحا لجميع المنظمات الإرهابية.