الأخضر .. الفريق الـ 15
لا أحد يمكنه التشكيك في السجل المهني الكبير الذي يتوافر للهولندي بيرت فان مارفيك مدرب المنتخب السعودي الحالي. معه قدم المنتخب البرتقالي عروضا رائعة في المونديال، انتهت بمرتبة الوصافة، والمونديال أهم اختبار للمدربين واللاعبين في عالم كرة القدم.
مارفيك وقع مع الأخضر عقدا بنصف دوام في الفترة الأولى، كونه مرتبطا بدوام كامل مع قناة محلية في بلاده، قَبِل السعوديون الرسميون في اتحاد الكرة العقد على مضض، لأسباب كثيرة أهمها عدم القدرة على إيجاد مدرب مقنع بعد تجارب سيئة ومدربين معارين ومؤقتين، وغض الشارع الرياضي الطرف عن الأمر بسبب النتائج الجيدة للمدرب في الأدوار الأولى من تصفيات المونديال.
مع توقيع العقد الجديد للهولندي الصامت توقع المتابعون أن يُصَحّح الوضع غير المقبول في العقد الأول وأن يمارس مارفيك مهامه بدوام كامل يتابع فيه كل صغيرة وكبيرة في فريقه الطامح لبلوغ المونديال واستعادة شيء من بريقه المفقود، ولكن شيئا من هذا لم يحدث. استمر مارفيك يمضي وقته الأكبر في بلاده ويحضر قبل المعسكرات بيوم، يلعب بالفريق ذاته منذ عام، وعام كامل فيه الكثير من المتغيرات في الكرة الخضراء، انطفأ وهج بعض اللاعبين، وعلا نجم آخرين وتقدم صاعدون للصفوف الأولى، وعاد مصابون وغاب آخرون، كل هذا لا يعني مارفيك؟ أم أنه لا يعرفه، ولم يعلم بكل هذه المتغيرات؟!
سألت صديقا مقربا من مارفيك عن ذلك، فقال: المدرب يعتقد أن أي تغيير في الفريق، تكون نتائجه السلبية أكثر من الإيجابية، وأن دخول أسماء جديدة قد يهز منظومة العمل التي صممها ومساعدوه منذ أن تولوا المهمة. قلت له: لدينا لاعبون يستحقون القميص الأخضر خارج قائمته ويمكن أن يقدموا الدعم لنا في المسيرة الصعبة، ولدينا لاعبون في قائمته يتراجعون، توجهاته تخالف مفاهيم كرة القدم في إدارة المنتخبات التي تعتمد على اللاعب الجاهز فنيا الأفضل مهاريا. لم يجب ومط شفتيه وفتح راحتيه.
إدارة مارفيك وفريقيه التقني والفني، للمنتخب السعودي، إدارة فريق ناد، وليست إدارة منتخب، الهولندي المتجهم لا يريد إضافة أسماء جديدة لقائمته لأنه بالأصل لا يتابع الدوري، لأنه بالأصل لا يقضي ساعات عمل حقيقية خارج المعسكرات، فريق مارفيك ليس منتخبا، بل هو الفريق الخامس عشر في الدوري السعودي، هكذا تقول المعطيات والقرارات التي يتخذها.
.. قد تجبر الأرقام التي حققها الأخضر مع مارفيك، المنتقدين على الصمت، لم يخسر، لم يسجل فيه سوى أربعة أهداف، تعادل مرتين في كليهما كان قريبا للفوز، وهي أرقام قريبة من تلك التي حققها الإسباني لوبيز كارو في التصفيات التأهيلية لنهائيات أستراليا، وفي النهائيات سقط الأخضر بدون كارو لأنه لم يستفد كما يجب من الوقت في العمل. أحترم مارفيك جدا وسجله المهني، وعليه أن يحترم منتخب بلادنا، ويحترم عقده، ويعمل.