التوثيق
التوثيق عملية حضارية لحفظ المكتسبات والحقوق، ويعرف بأنه علم من علوم التاريخ لحفظ المعلومات وتنسيقها وتبويبها وترتيبها وإعدادها لجعلها مادة أولية للبحث والفائدة، وهو علم مهم لحفظ النتاج الإبداعي الإنساني، ويأتي ضمن هذا السياق العمل الذي قامت به الهيئة العامة للرياضة، التي رأت أن تبادر إلى القيام بهذه المهمة بعد أن طال انتظارها.
انتهت اللجنة وقدمت كل ما لديها خلال المؤتمر الصحافي الذي حضره رئيس الهيئة الرياضية ورئيس اتحاد كرة القدم بصفته أحد الضيوف الذين وجهت لهم الدعوة, وقد قدم تركي الخليوي نتاج العمل، وأوضح العقبات والصعوبات التي كانت تؤدي في بعض مساراته إلى ضعف العمل وعدم القدرة على جلب المعلومة الصحيحة أو الأكثر دقة بسبب عوامل خارجة عن قدرة عملهم كالأمطار التي جرفت بعض الوثائق، أو تلك التي احترقت بنار لا تقدر تاريخ رسمه التعب ونقش مجده التضحية والإصرار.
الوسط الرياضي ما زال منقسما على بعضه، فهناك من يرى أن اللجنة لم تكن موفقة في عملها، ويرجع هذا إلى إساءات ظهرت في الحسابات الشخصية، وآراء كتبها الأعضاء يستهزئون ويسخرون من أندية منافسة للنادي الذي يظهرون ميولهم له، فميزان العدالة اختل، وسقطت ورقة التوت لتطلق رصاصة الرحمة كما يرون على كل ما قدموه.
القناعة بأن العمل المقدم صادق ولا يحتمل الخطأ لم تكن حاضرة، ولذا كان رئيس الهيئة العامة حاضراً وكأنه كان يخشى انفلات الأمور، فوجوده كفيل بأن يقول لمن يتمادى بالسؤال أو الاحتجاج بأن هذا "مو شغلك" لينهي كل روح للنقاش والتحاور في أمر يهم الجميع، فالتساؤل والسؤال حق، والإجابة شمس تذهب عتمة الجهل وظلامه.
اختيار الأعضاء من المعضلات التي يراها الكثيرون بأن القبول لهم بعد ما عرف عنهم صعب جداً ليبقى السؤال الأهم بعد أن تخلى رئيس اللجنة عن حقه في اختيار فريق العمل من جمع هؤلاء، وقلدهم شرف البحث والتنقيب والتدوين بعد ذلك في أرشيف كرة القدم السعودية.
أحمد عيد يرضي كل الأطراف ويحضر لترضى اللجنة ومن يقف معها، ويصرح منتقداً ورافضاً التصديق على النتائج متى ما احتجت الأندية التي لم تقبل بما تم الإعلان عنه, موقف متردد وتصرف غير مثالي لا يقدم حلاً ولا يشفي غليل السؤال كما قيل.
الحل بات واضحا ولا سبيل سواه، من يرى أن ما توصل إليه الباحثون غير دقيق، فلماذا لا يبادر بتقديم الجانب الآخر من الحقيقة ويحتفظ لنفسه بحق الانتصار ولناديه بتدوين البطولات التي لم تدونها وتسجلها اللجنة، فهي لا تستطيع أن تغطي الشمس بغربال، ولا أن تكون في موقف ينافي المصداقية متى ظهرت الأوراق والدلائل.
الحقيقة الأخرى هي أن الجانب الإعلامي شهد صراعاً وحديثا لم ينته بعد، كانت طبيعته الرد والتجاذب بين كل الأطراف ما عدا أصوات غابت كلمات الحق التي نطقت بها تحت ضجيج الصراخ والأصوات التي استعارها البعض من المدرجات لكي تكون صوت العقل أمام الشاشات، ويتحمل ذلك القائمون على هذه البرامج التي قتل بعضها الذائقة السليمة من غير قصد بحثاً وطمعاً في الإثارة.