الخصخصة
قدم المجلس الاقتصادي الأعلى هدية كبيرة للوسط الرياضي من خلال برنامج النخبة الرياضي الذي يدعم المتميزين فيسهل لهم التحصيل العلمي والمضي قدما في تفوقهم الوظيفي في خطوة تحفيز وبناء ونور يضيء المسافة بين عتمة مضت وشروق قادم. أثنى لؤي ناظر على هذه الخطوة وعبر عن غبطته وفريق العمل معه، متحدثا من منبر نائب رئيس اللجنة الأولمبية. لم يمض وقت طويل حتى كان خبر إعلان خصخصة الأندية السعودية بمثابة المولود الذي طال انتظاره بشوق وشغف فتلقفته الأفئدة قبل الأيدي وكان عنوان الشكر الكبير والعرفان لصاحب القرار الجريء بأن التحول المثمر بات في متناول الجميع فمن يبادر ويقطف الثمار فسياط منة أعضاء الشرف وسطوة الإعلام قد ولت والبناء المعوج لايقدم ظلا نافعا فماذا نريد من هذه المرحلة وماذا تريد منا؟، وماذا يمكن أن نلبس من ثوب وفكر كي يتسق الجمع في منظومة متناغمة تعيد الهيبة والوهج لكرة القدم؟ الجواب لا يمكن أن يحتويه هذا العمود أو أن يسطره فكر واحد فلابد من ورش عمل ولابد من تهيئة حقيقية ودورات تعقد يستفيد منها من يباشر العمل بنفسه أو المتابعين ومن يهتمون بالشأن الرياضي وأهم ما يقدم التالي:
ـ بيان أهمية الاستثمار والتسويق فهما من سيكون لهما اليد الطولى وسيعملان على جعل الكيانات الرياضية تجارية ذات ربحية عالية وتدر دخلا يمكنها من الثبات في الصرف والتفوق في جوانب الدعم على بقية مرافق النادي كما أنها في حالة الفشل ستؤدي لمصاعب مالية وتجعل شبح الإفلاس واقعا لامحالة.
ـ مرتبات اللاعبين بلغت حدا أعجز رؤساء الأندية عن متابعة أعمالهم ورحل البعض منهم تحت وطأة هذا الحمل الثقيل مفضلين السكينة بعد صخب التنافس وسخونة الإعلام الموجه لخدمة النادي بغض النظر عن العواقب، فكيف سيتم التعامل مع مثل هذه المبالغات التي ستقف حائلا يمنع المستثمر من المبادرة في خوض هذه التجربة؟.
ـ السؤال المهم ما هوالنادي الذي سيخصص؟، كيف سيتم حل معضلة الديون قبل ذلك؟، هل تاريخ النادي له علاقة بما يحدث في هذا الملف؟، فملف الألف ورقة الذي قدم لا نعرف عن خفاياه الكثير.
ـ يبقى التقييم المالي للأندية ولمقارها مبالغا فيه بشكل كبير فمن سيدفع مبلغ مليار ريال قد تنقص أو تزيد كي يتملك منشأة سيدفع مبالغ مضاعفة لتطويرها وتحسين البيئة الرياضية فيها مع اعتراف الجميع بتقادم عهد بعض هذه المباني وعجز شركات الصيانة عن تقديم العمل المناسب لها؟ فهل سيراجع مثل هذا القرار وتخفض القيمة حتى تكون محفزا وباعثا لقوة الحراك وسط المنظومة الرياضية من جديد؟.
ـ روح التفاؤل قوية وعوامل البناء تسير بالطريق الذي رغب ونادى الوسط الرياضي به فالمعطيات من مواهب وقدرات إدارية وفنية تكاد تكون ذات كفاية وطموح بما يحفظ للغاية وهجها وللمقصد شرف السعي فهل سيكون لهم صوت ظاهر وسمة واضحة تجعل الخصخصة فرصة لتمكينهم من القيادة بعد فترة انقطاع فغالبية النتائج تحققت بفكرهم وجهدهم بعد توفيق الله ومنهم من يعمل الآن مدربا لفرق خليجية نالت وحازت السبق والميداليات.
الخصخصة هدية المجلس الاقتصادي الأعلى فكيف سيستثمرها الوسط الرياضي ويطوعها لخدمة تطوره وأهدافه السنوات القادمة ترتكز على العمل الحالي والتخطيط المبكر محفز لنتائج جميلة يفرح ويرضى عنها الجميع.