السعودية وتفويج الركاب

تباشر الخطوط السعودية خطوات جديدة لتصعيد الركاب على طائراتها وفقا لعدة مراحل، وليس دفعة واحدة، منعا للتزاحم الذي تشهده عمليات التصعيد العشوائية. ويتم ذلك من خلال ترتيب الجلوس في مقاعد الطائرة على أربع دفعات.
هذا السلوك معمول به في عدد من المطارات العالمية. وأتمنى أن تنجح الخطوط السعودية في تحقيقه محليا، بالشكل الذي يحقق الغرض منه.
في بعض المطارات العالمية، هناك موظفون مختصون يقومون باستقبال الركاب وتوجيههم للانتظار أو التقدم، وفقا لخطة التصعيد التي تفضي إلى أن يأخذ الراكب طريقه إلى مقعده بشكل ميسور.
من الناحية النظرية إعلان الخطوط السعودية الأخذ بهذه الخطوة، بعد تطبيقها في بعض المطارات العالمية، تبدو مهمة. ولكن التطبيق العملي يتطلب توعية للركاب.
إن حالة بعض المسافرين، تعكس قلقا غير مبرر، سواء فيما يخص الحصول على بطاقة الصعود للطائرة، أو حتى في مسألة الصعود للطائرة، إذ إن البعض يقفز من أمام الجميع، وكأنه بهذه الطريقة سيسبق الآخرين إلى محطة الوصول.
نعم من المهم أن يأتي المرء مبكرا، ومن الضروري أن يكون أمام البوابة قبل النداء، أما التدافع وتجاوز الآخرين، فإنه لا يعبر حتما عن سلوك سليم.
الشيء الذي نخشاه، من خطوة الخطوط السعودية، أن تتفاقم ظاهرة التزاحم بدلا من أن تؤدي لمزيد من التنظيم والترتيب. الفكرة وجيهة جدا. لكن النجاح في ذلك يتطلب توفير مزيد من الأفراد، وتقديم معلومة وواضحة ودقيقة للركاب عند إصدار بطاقة صعود الطائرة عن مرحلة التصعيد بالنسبة له هل هي ضمن الدفعة الأولى أو الثانية أو الثالثة. وتتطلب التزاما من الركاب أيضا بالتجاوب مع مثل هذه الخطوات.
إجمالا: وضع المطارات لدينا يتجه نحو الأفضل، من خلال الجهود التي تبذلها هيئة الطيران المدني. لكن لا يزال المأمول أكثر، وهذا يصدق على حال مطار الملك خالد في الرياض ومطار الملك عبد العزيز في جدة. إذ لا يزال هناك نقص في اللوحات التي ترشد المسافرين، ناهيك عن عدم توافر كاونترات توفر معلومة سريعة ودقيقة. وهذا طبعا لا يمنع من الإشارة للتحسن المستمر، وهذا هو المهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي