الشورى منهج للدولة والمجتمع
كانت مضامين الخطاب الملكي التاريخي الذي ألقاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمام مجلس الشورى، بمناسبة تدشين أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة، للتأكيد على أن الشورى منهج تسير عليه هذه البلاد منذ أن وضع أساسها موحدها وباني كيانها الملك عبد العزيز، رحمه الله وطيب ثراه، وهي سياسة تعتمد الشورى في جميع شؤونها الداخلية والخارجية، وهو منهج السلف الصالح، حيث تقوم دعائم الدولة على التشاور في كل ما يخدم الدين والوطن.
لقد أشاد خادم الحرمين الشريفين بالكفاءات السعودية، حيث سخرت إمكاناتها الإدارية لخدمة الوطن والمجتمع وهي كفاءات متجددة، وبهذه القدرات الوطنية يتطلع الوطن إلى مستقبل مشرق في البناء والتطوير من خلال «رؤية المملكة 2030»، وخطة التحول الوطني 2020، تلك «الرؤية» وما تحمله من برامج طموحة تستلزم من جميع العاملين في القطاعين العام والخاص وكذلك أعضاء مجلس الشورى أن نستثمر كل الإمكانات والطاقات والخبرات في التفاعل مع "الرؤية" وبرامجها التي تستهدف الوطن والمواطن في المجالات كافة.
وكان من أكبر مؤشرات الخطاب الملكي التأكيد دائما على الحرص التام المتواصل على مصالح المواطنين والمقيمين في كل لقاءاته، ويحث المسؤولين على تقوى الله ـــ عز وجل ـــ والاهتمام بمصالح المواطنين والمقيمين ومتابعة أحوالهم وتلمس احتياجاتهم، والاجتهاد في إنجازها بما يحقق التنمية الشاملة وما يخدم مصلحة الوطن والمواطن. وأن أمامنا مستقبلا واعدا ومشرقا يحتاج إلى همم الشباب، وأن المرحلة المقبلة تتطلب جيلا شابا جديدا يخطط ويرسم الرؤى في ظل توجيهات ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين.
ولفت خادم الحرمين الشريفين الانتباه إلى أن ما تواجهه المنطقة من تغيرات تاريخية مؤثرة في الأمن والاقتصاد فإن الدولة متنبهة إلى حجم تلك الأخطار ومصادرها، وإن في تاريخنا منذ قيام الدولة السعودية الأولى والثانية كثيرا من الصعوبات التي واجهتها الدولة السعودية في أطوارها الثلاثة، وقد تم تجاوز تلك الأخطار وخرجنا منها بشكل أقوى، رغم ضخامة التحديات التي واجهناها، واستطعنا- بفضل الله تعالى- التغلب عليها بل الخروج منها ونحن في حال أفضل من قبل.
وإن من الأخطار التي تهدد المنطقة العربية ذلك التوظيف الإجرامي للإرهاب وتسويق الأفكار السلبية والإجرامية، حيث أكد الوقوف صفا واحدا تجاه تلك المنظمات الإرهابية، ومن يسوق لها ويروج لأفكارها المنحرفة، والأجهزة الأمنية بدورها الكامل تمنع الترويج للفكر الضال والتعامل بكل حزم وقوة وعزم لاجتثاث أولئك المنحرفين عن النهج القويم الذي نسير عليه ولن نحيد عنه. وكرر الوقوف بصلابة ضد الغلو في الدين والتطرف.