العلكة تفضح مشاعرك

لا تقتصر وظيفة الفم على الكلام لنعبر به عن أنفسنا، فحركة بسيطة من الشفتين دون قصد أو طريقة تحريكهما أثناء المضغ تحمل أسرارا كثيرة عنا وعن بيئتنا وثقافتنا بل وما بداخلنا!
منذ عام 2002 بدأ التحول من علم النفس والتنجيم إلى "علم المضغ" لسبر أغوار النفس البشرية، عندما يضع الشخص أي شيء في فمه ويبدأ بمضغه مثل قشة العصير أو طرف القلم أو المحاية أو قطعة لبان سيبدأ فمه بإرسال رسائل وإشارات لمن حوله تخبرهم عن مكنونات نفسه. لم يعد التحديق في العينين هو الوسيلة الأهم لتعرف شخصية من أمامك.
فمك جزء منك مرتبط بالأكل والعواطف والراحة والاتصال بالآخرين وهو مكون أساس للمثلث الذهبي في الوجه "الجبهة والعينين والأنف والفم"، فالبشر يمضون 80 في المائة من وقت الاتصال بالآخرين في التحديق في هذا المثلث والـ 20 في المائة المتبقية في التحديق بباقي الجسد، ما يعني أن الفم جزء مهم في عملية الاتصال!
عند مضغك قطعة علكة يعني أنك تمنح من أمامك المفتاح السحري لعواطفك فعالمك المزدحم دائم الحركة بكل ما فيه من مشاعر قد يكون مبني على علكة!
تقول المتخصصة في علم الفراسة جيسيكا خديدا، إن "50 في المائة يمضغون العلكة للتعبير عن السرور، بينما 46 في المائة من الناس يعتمدونها كوسيلة للقضاء على الملل والسيطرة على الانفعالات العصبية".
أما عملية تحليل شخصية من أمامك بالاستناد إلى العلكة، يتوجب عليك معاينة سلوك الفم ووضعياته الحركية بدقّة.
إن غالبية الذين ينفخون العلك لصنع فقاعة خلال مضغ العلكة، هم أشخاص إيجابيون، مرحون في حياتهم ويحبون مساعدة الآخرين والتعاون معهم. بينما تعتبر عملية الاستمتاع بنكهات العلكة المختلفة سلوكا يدل على قدرة الفرد على الإقناع بوجهة نظره على حساب وجهة نظر الآخر، إضافة إلى اعتماد العلكة وسيلة للهرب من التوتر والتخلص منه.
أما الذين يمضغون العلكة بهدوء دون انفعالات، فهم أشخاص عمليون، يرسمون خططا ومشاريع مستقبلية، وكذلك الذين يحبذون الابتسامة خلال المضغ فهم طموحون، مثابرون واجتماعيون. البعض يستخدم العلكة بطريقة متطرفة، فيشد على حنكه ويأخذ وقتا طويلا خلال عملية المضغ، وهذا دليل على العصبية المفرطة والميل للتعنيف الكلامي والشتم، إضافة إلى التعصب للآراء. أما الذين يصدرون الأصوات أثناء مضغ العلكة، أي ما يسمى شعبيا بعملية "طرقعة اللبان"، إضافة إلى إخراج العلكة يدويا ومن ثم وضعها في الفم فيدل على أنهم هزليون، ويحبذون انتقاد الناس والسخرية منهم!
أما الرافضون للعلكة فيدل على أنهم لا يحبون التعلق بشيء ويتصفون بالقسوة والاعتماد على الذات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي