تغريدة السفارة
أعترف أنني أكتب هذه المقالة وأنا حزين، فالضحايا السعوديون في حادثة تفجير إسطنبول عددهم كبير، الجرحى 13 وفق آخر إحصائية، والذين توفاهم الله سبعة: ثلاثة رجال وأربع نساء.
المشهد الإعلامي الذي واكب الحادثة، يتطلب وقفة. تابعت عبر فضائيات كيفية التعامل مع الحدث، من خلال زاويا محلية.
هنا أجدني أنظر بتقدير لتجربة تلفزيونات لبنانية عدة، إذ واكبت الحدث في نقل حي من منازل أسر الضحايا اللبنانيين، ثم نقل مباشر من مطار بيروت للطائرة التي غادرت صوب إسطنبول حاملة أسر الضحايا والكوادر الطبية وبعض المسؤولين وعودتها في اليوم التالي حاملة المتوفين والجرحى. وهنا يظهر دور مهم للتلفزيونات المحلية في التحرك السريع.
في منحى آخر كنت وما زلت أتساءل عن موقف السفارة، وعندما أتحدث عن موقف السفارة، أعني السفارة في أي بلد. ومن الأمور الإيجابية أن حضور سفارات المملكة على مواقع التواصل الاجتماعي ـــ تويتر تحديدا ـــ لافت. وهذا جيد، لكنني أظن أن بعض رسائل السفارات، قد تنطوي أحيانا على مجاملة للبلد المضيف. فقد ردت سفارة المملكة في تركيا على تساؤلات الناس حول السفر إلى تركيا. وكان أحد المواطنين يسأل: ما هو وضع السفر إلى تركيا في الفترة الحالية؟ قالت السفارة- وأنا هنا أنقل الإجابة نصا: “لا يوجد حتى هذه اللحظة ما يستوجب التحذير من السفر إلى تركيا ولكننا ننصح دائما بالابتعاد عن أماكن التوتر والتجمعات والمظاهرات”.
إجابة السفارة على السائل، جاءت قبل ستة أيام من التفجير أي بتاريخ 2016/12/22 والسؤال يتكئ على مؤشرات منطقية وأحداث متتالية ـــ اغتيالات وتفجيرات ـــ تؤكد أن الأوضاع ليست آمنة، وأن السفر لغير ضرورة قد لا يكون محبذا.
وكي نكون منصفين، فقد تكررت مثل هذه التطمينات من سفارة أخرى، رغم أن سفارات أمريكا ودول أوربية أعادت التأكيد على مواطنيها بتجنب السفر إلى بلدان معينة بينها تركيا ومصر خاصة خلال فترة نهاية العام الميلادي.
هنا أود أن أختم: إن لم تستطع السفارة أن تجيب عن بعض الأسئلة وفقا لمعطيات الواقع، فليس أقل من الصمت، إن رغبت في مجاملة هذا البلد أو ذاك. أما أن تأتي الإجابات مغايرة للواقع فإن هذا أمر غير حميد.
أسأل الله أن يرحم الموتى وأن يشفي الجرحى، وأن يحفظ بلادنا وأهلها من أشرار داعش ومن الإرهابيين الآخرين الذين يتربصون بسلامنا المجتمعي.