تعلم الفارسية
أعلن وزير التعليم العالي في العراق أن تعليم الفارسية يجب أن يكون إلزاميا في كل المدن والمحافظات العراقية. لم نكن نتقبل من واقع أن إيران غزت العراق وغيرت كثيرا من القوانين والمسؤولين والسياسات في دولة العراق العظيم، لكن أن يقرر مسؤول بهذه الأهمية أن تعليم الفارسية يجب أن يكون إلزاميا فذلك هتك لشخصية العراق العربية.
العراق الذي أنتج الشعراء والأدباء وعلماء اللغة الكبار، يفقد عروبته تدريجيا. ولو كان من يطالب بتفريس العراق فارسيا لهان الأمر، لكن أن يأتي واحد من أبناء العراق الذين عاشوا أيام عز الدولة العراقية عندما كانت مرجعا علميا وقائدة للفكر والتأليف في اللغة العربية، فذلك مؤلم حقا.
قد تكون هذه الخطوة رمزية بالمقارنة مع ما حدث ويحدث في العراق، لكنها تؤكد أن العراق الشقيق المسلم العربي فقد فعلا بوصلته. بعد أن كان الداعم الأول للعروبة والعرب وبعد أن قرر صدام إثر مشاهدته لركاكة لغة أحد العسكريين أن يدخل منهج اللغة العربية والأدب في مواد التعليم في الجيش العراقي، يأتي اليوم من يحاول أن يبعد الناس عن لغة القرآن.
عندما تبحث أي دولة عن اختيار منهج معين في لغة أخرى، هي تبحث عن اللغات التي يحتاج إليها الباحث عن العلم، التي يعتمد عليها الباحثون لتميزها أو سيطرتها في المجالات العلمية والأكاديمية، لذلك لا نستغرب أن تعتمد بعض الدول اللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو حتى الألمانية، لأن ذلك يسهم في تمكين أبنائها من التواصل مع منابع العلوم والمعرفة.
أما أن يبحث أحد عن لغة لا تحمل كثيرا من الأهمية ولا علاقة لها اليوم بالبحوث والتطوير، بل إنها من اللغات التي لا تعترف بها الأمم المتحدة ولا تحمل أي قيمة أو أهمية.
إن التميز الوحيد للفرس اليوم هو في مجال التأليب ونشر البكائيات والكراهية والإرهاب بين دول العالم العربي. لقد تمكنت إيران من السماح لأشخاص معينين أن يتبرأوا من لغتهم وليعلنوا أنهم لن يتعلموا لغة علم أو أدب، وإنما لغة قوم سيطروا على قمة الكراهية للعربية وتحريف العلوم والفنون والآداب، وهذا ما تخطط له إيران من خلال عملائها في المنطقة.